11 سبتمبر 2025
تسجيلتصعد القوى المضادة للثورة في مصر حملتها ضد ثورة يناير ورموزها وإفرازاتها، ويقود هذه الحملة النظام الانقلابي بزعامة الجنرال عبدالفتاح السيسي وضباطه الانقلابيين، مدعوما بالدولة العميقة من قضاء وأعمال ورجال أعمال ورجال دين وكنيسة وأزهر.ذروة هذه الحملة للقوة المعادية لثورة يناير كانت في الحكم بإعدام الدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر الحديث، وإعدام الدكتور محمد بديع، مرشد جماعة الاخوان المسلمين، إضافة إلى الحكم بإعدام "مكتب الإرشاد" والقيادات الفاعلة في الحركة، في مذبحة قضائية حقوقية تضاف إلى المذابح التي ارتكبها القضاء المصري الذي تحول إلى أداة بيد السيسي ونظامه الانقلابي.منذ استيلاء الانقلابي عبدالفتاح السيسي على السلطة في مصر وحتى الآن، حكم على نحو 2000 شخص بالإعدام في حفلات إعدام جماعية، كان آخرها حفلة الإعدامات الجماعية التي شملت 20 حكما بالإعدام من بينهم الرئيس الذي وصل إلى سدة الحكم باختيار شعبي، إضافة إلى 104 أحكام أخرى لرموز تحظى باحترام الشرفاء من أهل مصر.الحكم على الرئيس مرسي محاولة جادة من الانقلابيين لتصفية ثورة يناير نهائيا والقضاء على كل آثارها، ووضع مصر تحت سلطة العسكر بشكل كامل، والتخلص من أي معارضة أو رموز للشرعية، وهي محاولات بدأت في مرحلة المجلس العسكري واستمرت بعد ذلك، حتى خلال العام الذي حكم فيه مرسي، وتكشف الفيديوهات المسجلة أن السيسي وعصابته بدأوا التخطيط للتخلص من الرئيس مرسي بعد فوزه مباشرة، وبدأوا سلسلة التنفيذ العملي بعد 6 شهور من تسلمه المنصب، فقد كانوا عاقدي العزم والنية، مع سبق الإصرار والترصد، للانقلاب على الرئيس المنتخب، وقد كشف الجنرال الهارب أحمد شفيق فضائح المؤامرة وخيوطها، وأنه كان حلقة الوصل بين المخابرات المصرية والسفارة الأمريكية من أجل إثارة المظاهرات المعادية لمرسي في 30 يونيو 2013، التي توجت بانقلاب 3 يوليو، وأنه كان أحد أركان هذه المؤامرة.هؤلاء المتآمرون على الشعب المصري وإرادته وحريته وانتخاباته وخياره، ماضون في العملية الإقصائية الإرهابية ضد كل ما نتج عن ثورة يناير، بمساعدة قوى إقليمية ودولية، وليس هناك من دليل على هذه الإصرار على قتل الثورة والثوار أكبر وأوضح من الحكم بإعدام الرئيس المنتخب وقيادات أكبر وأهم جماعة في البلاد، ما يفتح الباب أمام حالة من الغليان الرافض للسيطرة الدكتاتورية للطغمة العسكرية الحاكمة في مصر، وهي سلطة تريد أن تحكم البلاد بالحديد والنار حتى لو أدى ذلك إلى قتل آلاف المصريين، إضافة إلى أكثر من 6000 مصري قتلوا حتى الآن، وزج المزيد من الأحرار في السجون، بعد أن سجن هذا نظام الطاغية ما يزيد على 40 ألف بريء من معارضي الانقلاب، واختطف الطلاب والطالبات من الجامعات والشوارع.نظام السيسي الانقلابي هو نتاج مؤامرة "محلية إقليمية دولية" كما كشف الانقلابيان أحمد شفيق ونجيب ساويرس، تمتد خيوطها من السفارة الأمريكية في القاهرة إلى مراكز الحكم في واشنطن مرورا بعواصم إقليمية، لا تزال تقدم "الرز" للانقلاب والانقلابيين، ولذلك فإن هذا النظام الدكتاتوري الفاقد للشرعية والأخلاق، يقود مصر إلى منزلقات العنف ردا على "حفلات الإعدامات" التي لا تتوقف، ويكفي النظر إلى ما يجري في سيناء من قتل وتشريد حتى نتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود للانقلاب.