14 ديسمبر 2025
تسجيلإذا كانت العافية في البدن والولد والمال والبلد مطلوبة فإن فوق كل هذا العافية في الدين العافية في الدين هي أم العوافي إذا حلت في مكان حلت معها كل العوافي، وإذا فارقت ساحة قوم وغادرتها غادرت معها كل العوافي العافية في الدين، أن تكون على دين الله الإسلام، على الحنيفية السمحة،الحق تعمل به وتستقيم عليه. لأن الله تعالى قال: (إن الدين عند الله الإسلام) وقال: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) قال الإمام الطبري في تفسير هذه الآية: يعني بذلك جل ثناؤه: ومن يطلب ديناً غير دين الإسلام ليدين به: فلن يقبل الله منه، " وهو في الآخرة من الخاسرين "، يقول: من الباخسين أنفسهم حظوظها من رحمة الله - عز وجل -. وقال الله تعالى (قل يا أهل الكتاب لستم على شيء) وقال (ولا يدينون دين الحق) (والذي نفس محمد بيده لو كان موسى بين أظهركم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ضلالاً بعيداً أنتم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين) رواه أحمد وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: { والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار } رواه مسلم. كما نصح رسول الله سفيان بن عمرو الثقفي رضي الله عنه فقال له: قل آمنت بالله ثم استقم..رواه مسلم العافية في الدين: أن يسلم دينك من الاعتقادات الباطلة، ومن تأويل الغالين وتحريف المبطلين وشطط الثوريين وفكر المخربين ولعب اللاعبين ونظرة المتشائمين ويأس اليائسين وتحريف المبتدعة والمزخرفين، إذا سلم الدين من هذا وتوابعه فقد استقام وعوفي لأن عافية الدين هي أم العوافي فإذا لم ينل عافية في إيمانه ومعتقده ويقينه فلن تغن عنه العوافي كلها ولو اجتمعت وكان بعضها لبعض ظهيراً ومعيناً العافية في الدين أن يكون دين الله هو الموجه لك المرشد الناصح الذي تأتمر بأمره وتنتهي لنهيه، تزن الأمور بميزانه وتقيس بمقاييسه، ترى الحق كما أثبته الله حقاً ولو رآه الناس باطلاً وترى الباطل باطلاً كما اعتمده الله ولو رآه الناس حقاً وتعرف به الأحوال وتحلل به الأمور وتفسرها وتستنير به الدروب وتثمن به النعم وتقدر به المنن وتدفع به النقم العافية في الدين أن تكون لك عقيدة صحيحة مستقاة من كتاب الله وسنة رسوله مرتكزة على توحيد الله والتوكل عليه والإخلاص له ومتابعة رسوله والرضا بدينه ديناً وحيداً، عقيدة تحقق بها الإيمان والرضا والاستسلام (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً) رواه مسلم عقيدة صحيحة تقول لك أن الدين واحد ولا أديان وهو الدين السماوي الوحيد الإسلام، وأن دين الله مبرأ مصفى نقي منزه مطهر من الأحزاب والجماعات والرايات والشعارات المشرقة والمغربة إذا أردت العافية في الدين فانظر إلى أهل الطاعة من النبيين والمرسلين ومن تبعهم يقول تعالى عنهم (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين....)