12 سبتمبر 2025
تسجيلظهر فن البروتوكول فى الحياة الدبلوماسية ليعنى الالتزام بالقواعد المرسومة، وقواعد اللياقة والتقاليد وتطبيقها بكل دقة وعناية، والتمسك بها والحرص عليها باعتبارها حقا لدولة الممثل ولا لشخص الممثل. وفى أى تجاوز لها قد يؤدى الى مشاكل ومواقف حرجة. فان كان عدم التقيد بالقواعد بالحفلات الدبلوماسية يسبب احراجا فقط! فكيف يكون نتيجة عدم الحشمة وزيادة التعرى وانتشارها فى مجتمع محافظ والى ماذا ستؤدي؟!رفضت جميع الأديان السماوية التعرى بجميع صوره ونادت بالاحتشام، ففى التوراة ربط سفر ازايا التعرى بالعيب والفضيحة، وفى العهد الجديد تكررت وصايا يسوع المسيح بالتستر، والتأدب، والحشمة، والتعفف. كما نادت لها المجتمعات الغربية بعدما ساد الفساد واستفحل ولم يستطيعوا وقفه، وقامت حملات اعلامية كثيرة وورشات عمل فى مدارسهم لكن دون جدوى، فهو كمرض السرطان ان لم تستطع اكتشافه من بدايته استشرى وانتشر حتى الموت؛ لذا فليس لطلب الحشمة شيء فى الدعوة للاسلام، بقدر ما يكون احتراما لمجتمع أهله محافظ، فالاسلام دين ظاهر باق يتسلل للنفوس ويقبل عليه الجميع فى أنحاء العالم رغم محاربة الكارهين له.ان خدش حياء مجتمع كامل له دينه وعاداته وتقاليده انما هو تجاوز للحرية الشخصية، فليس من الحرية ايذاء الناس بقول أو فعل أوالحاق ضرر مادى أو نفسى أو معنوي، ومثل هذا التعدى يحرم الكثير من المحافظين على العادات والتقاليد من التواجد فى الأماكن العامة التى هى فى حقيقتها ملك للجميع، فأجبروا على سكن بيوتهم والبقاء بها على أن يرى أبناؤهم وأهلوهم مثل هذه المناظر التى تخدش حياءهم.ومن هنا بدأ رفض المجتمع لهذا التعرى المنتشر فظهرت حملة وطنية لتوعية المقيمين والقادمين بضرورة الاحتشام وعدم التعرى فى الأماكن العامة التى هى ملك للجميع، وفى احترام دين وعادات وتقاليد أهل قطر، ومثل هذه الحملات لابد من الجميع أفرادا ومؤسسات وهيئات بل وحكومة من مساندتها وتقديم يد العون لها، فالقادم سيحترم لوائح وقوانين البلاد القادم اليها بل ولعادات وتقاليد أهلها ان فهمها وعرفها قبل القدوم اليها، وقد ذكرت فى مقالة هيئة السياحة بتاريخ 6/2/2014م عن ضرورة توفر دليل استعلام وصفحة الكترونية (بدل الاجتهادات الشخصية للمواطنين فى مختلف المنتديات) وتوفير كتيبات توزع على مكاتب السياحة وسفاراتنا بالعالم للتعريف بالبلد وهويته وعاداته وتقاليده. ولنضيف هنا توزيع كتيبات تعريفية عن قطر على المسافرين على الناقل الوطنى "القطرية" ومطار القادمين سيوفر علينا الكثير فالقادم غالبا ما يقرأ عن البلاد المسافر لها وقوانينها ليتحاشى أن يخل بأى قانون أو لائحة.ولم تظهر اللوائح والقوانين عبثا الا لتقف لكل من يتجاوز حدوده من مواطن/مقيم/ عابر فتحفظ حقوق العباد وهوية المجتمع وأمنه وأمانه واستقراره. وهذه اللوائح والقوانين هى حق لكل دولة تلزم بها مواطنيها ومقيميها والعابرين عليها، لذا كان من الواجب على الجميع احترامها والتقيد بها ونشرها. ومن هذه اللوائح المادة (57) من الدستور القطرى التى تنص على:"......والالتزام بالنظام العام والآداب العامة، ومراعاة التقاليد الوطنية والأعراف المستقرة واجب على جميع من يسكن دولة قطر، أو يحل باقليمها."وقد جاء فى المذكرة التفسيرية للدستور أن من يحل باقليمها هم كل العابرين المارين العارضين. وأما المادتان(291،290) فى قانون العقوبات القطرى فى الفعل الفاضح المخل للحياء فقد نصت على عقاب بالحبس والغرامة لكل من أتى فعلا فاضحا، مخلا بالحياء بأى طريقة فى مكان عام أو مكان يستطيع فيه رؤيته من كان فى مكان عام. لذلك فعدم الاحتشام الذى يخل بالاداب العامة ويخدش الحياء ويعرض الناس للفتن يدخل فى باب الفعل الفاضح المخل بالحياء، ويدخل كل لباس كاشف للجسد قليله أو كثيره تحت قانون العقوبات والجزاءات لأنه يعتبر مما يخدش الحياء فى قانون الجزاء.همسة وطنيةندعوكم جميعا من مواطنين ومقيمين وكتاب واعلاميين ومؤسسات وهيئات وحكومة للمشاركة فى هذه الحملة الوطنية "أظهر احترامك" من أجل الحفاظ على قطر وهويتها وعاداتها وتقاليدها. لنكن أنا وأنت وهو وهى وكلنا نسعى من أجل حماية قطر ورفعتها وكرامتها وحماية أبنائها والرقى بهم... فكلنا قطر ومن أجلها وأهلها نسعى لما يحفظها من كل شر.دمتم فى حفظ الله ورعايته