14 سبتمبر 2025

تسجيل

العنف ضد المرأة ظاهرة غربية و ليست إسلامية

19 يونيو 2013

نعم! فليتق الله في الإسلام والمسلمين أولئك الذين ينسبون العنف الأسري للمسلمين بدعوى أن شريعة الإسلام عنصرية جنسية بينما الحقيقة أنه لا دين كرم المرأة وأعطاها قدرها وحقوقها ومالها واسمها مثل الإسلام. واليوم تصدر في باريس إحصاءات وزارة العدل لتفيدنا بأن امرأة فرنسية يقام عليها الحد كل يومين إذ بلغ عدد النساء القتيلات بسبب الشك في سيرتهن وإخلاصهن على أيدي الزوج سنة 2012 (168 امرأة). والإحصائية دقيقة ورسمية. 168 زوجة فرنسية تم قتلهن من قبل الزوج خلال العام لمجرد الاشتباه في ارتكابهن جريمة الزنا، وهو ما يسميه الغربيون عموما "الخيانة الزوجية" هذا الخبر أفردت له بعض الصحف ونشرات الأخبار عناوينها الأولى بطولها وعرضها وصفحات عديدة بالداخل وتحقيقات ميدانية. ووضعت وسائل الإعلام هذا النبأ تحت عنوان: "قتيلات في جو من اللامبالاة التام: ضحايا العنف العائلي" وتتطرق إحدى الصحف الجدية إلى معلومات مدهشة منها أن الظاهرة تفشت واتسعت ولا توجد إحصائية رسمية من وزارة العدل بهذا المجال، بل إن هذه الأرقام هي من تحقيق قامت به وكالة الأنباء الفرنسية الحكومية (أ. ف.ب). تقول لنا الوكالة:" إن 33% من النساء القتيلات اعدمن بطعنات السكاكين و30 % أعدمن بالرصاص و10% قتلن بالضرب المبرح. ومعدل سن "الضحايا" هو 45 عاما، ومن أشهر الذين أقاموا حد الزنا على الزوجة منذ سنوات قليلة لاعب (الرجبي) الشهير/الكابتن مارك سيسيون الشخصية الشعبية الذي قتل زوجته أمام الأشهاد بخمسة عشر طلقة رصاص. وتؤكد دراسة علمية قام بها معهد(اينفاف) بأن الظاهرة إياها ليست فقط فرنسية بل أوروبية، وأن إقامة حد الزنا في دول الاتحاد الأوروبي هي كالتالي: فمن بين كل مليون مواطن ينفذ القتل في: 126 إمرأة في رومانيا التي فازت في هذا الميدان بقصب السبق، تليها فنلندا بمعدل86، تليها اللكسمبورغ بمعدل 55، تليها الدانمرك بمعدل 54، وبعدها تأتي السويد بمعدل45، تليها المملكة المتحدة بمعدل 43، وتليها ألمانيا بمعدل 35،ثم إسبانيا بمعدل24، فهولندا بمعدل 2 ومثلها نجد بولونيا وأيرلندا وأيسلندا. وتضيف الدراسة قائلة بأن استطلاعا للرأي أجراه المعهد لدى 6970 امرأة متزوجة في الدول الأوروبية (أعمارهن ما بين 20 و59 عاما) أفاد بأن 10% من النساء تعرضن مرة أو أكثر إلى محاولة قتل وإلى العنف الشديد. وتضيف صحيفة/ ليبراسيون قائلة بأن إسبانيا اهتمت بهذا الخطر، وسنت جملة من القوانين الشاملة لبرامج التربية والإعلانات وعمل المرأة خارج البيت والقانون الجزائي والإجراءات الاجتماعية من شأنها الحد من هذه الظاهرة الخطيرة. الصحيفة استخلصت من هذه المأساة بأنه كل يومين خلال هذا العام تقتل امرأة يشتبه بعلها بأن لها علاقة محرمة مع رجل آخر، وبأن الزيادة في عدد هذا الصنف من الجرائم في تزايد مهول من سنة إلى سنة (بزيادة 34% من عام إلى عام) وهو ما يصنف هذه الجرائم في عداد الظاهرة الاجتماعية المتفاقمة. ولا أخفي قرائي الأفاضل بأني أثرت هذا الموضوع وقدمته لهم لسببين اثنين: الأول هو أنني كثيرا ما أدعى لمؤتمرات بالجامعات أو المنظمات الأوروبية ويتداول على إحراجي ومضايقتي جمع من الزملاء الغربيين الذين ينسبون للإسلام ما يسمونه "العقوبات الجسدية البربرية" وهم بالطبع يقصدون الحدود ومن الحدود يخصون حد الزنا بالرجم. وأقوم أنا انطلاقا من الحق والواقع بالدفاع عن مبادئ الإسلام السمحاء مفسرا بأن حد الزنا لم ينفذ منذ عشرات السنين وبأن هذا الحد في الشريعة هو حد إشاعة الفاحشة وإعلانها في واضحة النهار، وأبرهن على ذلك بالشروط القاسية التي وضعها الدين الإسلامي لحماية حياة الناس رجالا ونساء من مجرد الشك أو مجرد الشبهة (الشروط معروفة لدى الخاص والعام). أما السبب الثاني فهو انزلاق بعض الدول العربية المسلمة إلى التشبه الأوتوماتيكي والبليد بالمجتمعات الغربية تحت شعار" تحرير المرأة " ولم يقولوا لنا "تحرير المرأة من ماذا؟" لأن الأفضل هو تحرير الأسرة كلها من الأفكار البائدة والعادات المتخلفة وتحرير المجتمعات المسلمة من التبعية العمياء للغرب وليس تحرير المرأة من الأسرة وتثويرها ضد زوجها بتعلة أن الطاعة للزوج هي استعباد للمرأة، بينما القوامة الإسلامية الخالصة هي تكريم للمرأة وصون لها ورفع من قيمتها واعتراف بفضلها كنصف للمجتمع، أمًّا مسؤولة وزوجة صالحة وأختا معززة وبنتا مصونة ومواطنة كاملة الحقوق والواجبات. أما الذي يحصل عندما نقلد الغربيين كالببغاوات فهو تحول القوانين إلى أدوات تشجيع النساء للتمرد على أزواجهن وتركهن لبيوتهن وأطفالهن بدعوى حرية المرأة! وهي نتائج وتداعيات لم يقصدها المشرع الأصلي في بعض البلدان ولكن جاءت بها التحولات الكبرى والسريعة للعالم بأدوات الاتصال والإعلام، وبدأنا نلمس آثارها السلبية الخطيرة في تفاقم معضلات المجتمع ومظاهر التفكك الأسري، حينما نفقد البوصلة الحضارية والثقافية والروحية التي تدلنا على الطريق الصحيح والمستقيم في عالم شديد التقلبات سريع التحولات كثير الهيمنات. هذه إحدى أولويات الدول الجديدة المنبثقة عن تحولات الربيع. فليكن ربيعا للأسرة العربية المسلمة غير المنسلخة عن أصولها وعن ثوابت دينها وأسس تاريخها.