13 سبتمبر 2025

تسجيل

العمال والصيف

19 يونيو 2011

من يكون منا لديه عمل يستلزم خروجه وقت القيلولة يحرص ألا ينزل من السيارة الباردة وإذا اضطر إلى النزول يكون كمن مسه جان من لسعة الحرارة حتى لو كانت لبضع ثوان، فمسافة الخروج من البيت أو النزول إلى العمل يصاب بالغثيان، ولكن ما بالكم ممن يعملون في اللهيب وتحت اللهيب لذا كانت سعادتي بالإعلان السنوي لوزارة العمل عن تحديد فترة العمل في الأماكن المكشوفة حتى الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا وعدم العمل بعد ذلك إلى الثالثة عصرا وهنا تكون الحرارة قد خفت وطأتها وضررها الرهيب وهذه خطوة محمودة من الدولة وتحتاج متابعة دقيقة وصارمة خاصة من مفتشي العمل الذين يدققون على التزام الشركات في كافة المواقع في ذلك الوقت القاتل والذي يودى بحياة العمال ويعرضهم لضربات شمس قاتلة من الممكن أن تؤدى إلى الوفاة إذا خالفوا قرار الحظر. وحسنا فعلت وزارة العمل بتغليظ العقوبات التي منها إيقاف موقع العمل لمدة شهر ووضع الشركة التي تخالف القرار في الحظر من جلب عمال آخرين ووقف معاملاتها لدى وزارة العمل. وأنا أتمنى أيضا أن يكون هناك عقاب جنائي على صاحب العمل ومشرفي الموقع في حالة وفاة اى عامل من شركتهم إذا خالفوا القرار وسمحوا بالعمل تحت أشعة الشمس الحارقة كذلك لا بد من توجيه العمال باستعمال القبعات الحامية من أشعة الشمس، إلى جانب شرب السوائل من مياه وأملاح وعصائر وضرورة توافرها في المنشآت التي يعملون بها". والالتزام بالقوانين التي تحكم توقيت العمل والالتزام بالقوانين التي تلزم أصحاب الأعمال بتوفير عيادة داخلية للمنشآت التي تضم عدداً كبيراً من العمال يصل إلى خمسمائة حتى يتم إسعاف اى عامل يتعرض لضربات الشمس ونحمد الله أن قطر من أولى دول الخليج التي اعتمدت قانوناً ينص صراحة على منع العمل في ظروف مناخية قاهرة خلال فصل الصيف، بموجب القرار الذي أصدره وزير شؤون الخدمة المدنية والإسكان سابقا، وينص على تحديد ساعات العمل في الأماكن المكشوفة خلال فصل الصيف. وبموجب القرار الوزاري رقم 16 لسنة 2007 فإنه تم تحديد ساعات العمل في الأماكن المكشوفة تحت أشعة الشمس خلال فترة الصيف، ومنع إدارة العمل من تشغيل العمالة لأكثر من 5 ساعات في الفترة الصباحية، وألا تتجاوز الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، على ألا تبدأ الفترة المسائية قبل الساعة الثالثة عصرا. ويسري القرار في الفترة الممتدة من 15 يونيو وحتى 31 أغسطس من كل عام. وحذر القرار الوزاري من أن المخالفين يقعون تحت طائلة القانون. كما يطالب هذا القرار المميز بضرورة تكثيف الحملات الرقابية واتخاذ إجراءات رادعة ضد جهات العمل المخالفة. وأوجب القرار أصحاب العمل أن يضعوا جدولا بأماكن العمل يحدد ساعات العمل اليومية طبقاً لهذا القرار، وأن يعلق الجدول في مكان ظاهر، بما يمكن لجميع العمال الاطلاع عليه، ويسهل على مفتشي العمل ملاحظته أثناء جولاتهم التفتيشية. وقضى القرار بإغلاق مكان العمل الذي لا تراعى فيه تلك الأحكام لمدة لا تتجاوز شهرا، ويكون الإغلاق بقرار من الوزير. وكما ذكرنا اعتادت إدارة العمل بوزارة العمل القيام بجولات تفتيشية من أجل مراقبة مدى التزام أصحاب المؤسسات والمنشآت الخاصة الخاضعة لقانون العمل بالقرار الوزاري. وأخيرا أقول أن الموضوع ليس موضوع خوف من قرار وزاري فحسب وإنما يرجع إلى ضمير صاحب المنشأة وخوفه من الله في هؤلاء المساكين وان يضع نفسه مكانهم هل يرضى أن يعمل تحت هذا اللهيب الحارق وتلك الحرارة التي لا يحتملها أي كائن فحتى النباتات اذا أردت ان تسقيها فلا بد أن يكون في المساء لأن اذا سقيتها بالنهار وتحت هذا اللهيب تموت تموت، نرجع ونقول ان سلامة العامل وسلامة حياته أهم من اى عمل ومن اى مال أو ثروة لأنه إذا تأذى عامل أو مات فان دمه سيظل في عنق من كان سببا في وفاته أو قتله إلى يوم الدين فنحن مسلمين لا بد ان نتقي الله فيهم حتى يبارك الله لنا في عملنا وتجارتنا .. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد،، وسلامتكم. dr_aalemadiq@yahoo،com