13 سبتمبر 2025
تسجيلبسبب الخوف من كورونا صار الرجال المتزوجون بمأمن من الاستجواب البوليسي: اين كنت والى اين تذهب؟ لأن الذهاب والإياب يكونان من الصالة الى الحوش، ولو تواضع الرجل قد يدخل المطبخ ولو من باب حب الاستطلاع ليتأكد من المدام لا تقوم بطبخ مؤامرة ضده هناك، ففيما قبل العصر الكوروناوي كانت الحكمة هي "نظِّف بيتك ما تعرف مين يدوسو، ونظف وجهك ما تعرف مين يبوسو" وانقلبت الآية وصارت "عقِّم بيتك وما تخلي حد يدوسو، ونظف وجهك وما تخلي حد يبوسو". وما يبط كبدي ويفقع مرارتي ويسبب ثقوبا لجيوبي الأنفية أن هناك وفي الزمن الراهن، وفي جميع البلدان أناسا يقولون ان كورونا "إشاعة"، وأكذوبة، فتارة الغرض من التهويل من أمرها هو إعطاء بعض الحكومات الفرصة لفرض حالة الطوارئ وممارسة المزيد من القهر ومصادرة الحريات، وتقول لهؤلاء ان الحكومات الديكتاتورية مارست كل ذلك بدون كورونا، وأن دولا ديمقراطية مثل إيطاليا وبريطانيا تعاني من ويلات كورونا، فيقولون لك إن كل ذلك كذب للتغطية على أمر داخلي ما، وتصيح يا جماعة ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز سقط ضحية كورونا فيقولون لك إنه مستهبل ويريد ان "يحنن قلب أمه كي تتنازل عن العرش لأنه ملّ البقاء وليا للعهد أكثر من نصف قرن". هناك مقولة مشهورة للرئيس الأمريكي الأسبق أبراهام لنكن (للمرة الألف: لا وجود لحرف اللام في اسمه عندما ينطق، رغم ان هناك حرف "إل" في رسم الاسم بالإنجليزية، Lincoln ولا داعي للواو بعد النون الأولى لأن الأصح هو نطق الاسم بفتح الكاف): تستطيع ان تخدع كل الناس لبعض الوقت، وتستطيع ان تخدع بعض الناس كل الوقت، ولكنك لا تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت. يعني لا تعول وتعتمد على الفهلوة والضحك على العقول طوال الوقت لأنك "سـتنكشف وتنقفش" يوما ما حتما؛ ومن طبيعة الغالبية العظمى من البشر ان يكذبوا بين الحين والآخر. أحيانا للخروج من مأزق، وأحيانا لتفادي إحراج النفس او شخص آخر، وهناك من يكذبون على الدوام ويفبركون القصص لإثبات أنهم ذوو تجارب او خبرات، وهناك كذابون مدمنون "دمهم خفيف"، ويفترضون في المستمع الغباء، كالذي تعرف أنه يسرق الكحل من العين، ويقول لك إنه عثر على 92 ألف دولار ملقاة في الشارع وسلمها للشرطة. وللكذب "ضحايا" ولكن معظم هؤلاء الضحايا قد يفوتون الكذبات الصغيرة. مثلا تخرج من البيت بزعم زيارة حماتك المريضة بعد ان نهشت الزوجة خلايا عقلك بالنقنقة حول الموضوع، وبعد نحو ساعتين تتصل بالزوجة وتقول لها إنك لم تتمكن من زيارة أمها، لأن صديقك فلان أصيب في حادث سيارة واضطررت الى مرافقته الى المستشفى، فتقول لك الزوجة: بالله؟ متى صار بيتنا عيادة حوادث وطوارئ؟ فترد عليك بغضب: ما هذه الخطرفة؟ فتقول لك ست الكل: صاحبك المسكين المصاب، يا مسيلمة جالس في السيارة قدام بيتنا ينتظر عودتك!. وأتذكر واقعة سجلتها صحيفة خليجية قبل سنوات وتتعلق برجل أقدم على أكبر خطأ يمكن ان يرتكبه زوج: الزواج بأخرى دون إبلاغ الزوجة / الزوجات "القديمة"، وصمد السر طويلا حيث ظلت زوجته الأولى لا تعلم بالأمر طوال 15 سنة، وذات يوم كان يفترض ان يصطحبها (الزوجة الأولى) في مشوار عائلي، ولأنه كان دائم التعلل بكثرة الارتباطات العملية لتبرير غيابه المتكررة عن البيت، فقد اتصل بها هاتفيا وهو في طريقه الى البيت. وقال لها انه سينتظرها في السيارة عند المدخل، وجاءت الزوجة (الأولى) وركبت إلى جواره، وبعد قليل تعالى صوت بكاء طفل في المقعد الخلفي للسيارة، فصاحت الزوجة بدورها: يا لهوي.. يا مصيبتي.. من هذا؟ ما يكون ولد الناس هذا ركب السيارة وأنت لا تدري وندخل في سين وجيم مع الشرطة بتهمة اختطاف طفل؟ أجاب الزوج: والله كل شيء جائز وما أدري وش اللي جاب هذا الطفل الملعون في سيارتي. وازدادت حيرة الزوجة، ولكن الطفل أزال عنها الحيرة عندما مسح دموعه وتعلق بثوب الزوج وهو يناديه: بابا.. بابا.. هنا أدركت الزوجة أن الفاتيكان لم يختر بعلها كـ "بابا" ليس فقط لأنه مسلم، بل لأن البابا في الفاتيكان ليس له زوجة او أطفال، وما حدث هو أن الزوج كان قد ارتبط بأخرى دون إبلاغ الزوجة الأولى، وأنجب منها ولدا، وكان قد اصطحب الولد ومعه الخادمة في مشوار تسوق، وعند العودة الى بيت الزوجة الثانية، كان الطفل نائما ونسيت الخادمة إنزاله من السيارة، فتحرك بها الزوج دون ان يعلم بأمر اللغم شديد الانفجار القابع في مقعدها الخلفي. فكان ما كان، وكان من الآثار الجانبية، للانفجار ان الزوجة الأولى حصلت على الطلاق، مما يؤكد ان الخادمات "خرَّابات بيوت". [email protected]