10 سبتمبر 2025
تسجيللأن المنزل يعتبر النواة التي كونت المجتمع القطري، فكان لابد من أن يأخذ حيزاً من الاهتمام، فكان مبدأ البيت وهو المبدأ الرابع، وفيه نركز على فهم طبيعة الأسرة وتكوينها وكيفية الموازنة بين المساحات الخاصة ومنطقة الضيوف داخل المنزل أو المجالس، وكذلك علاقة المنزل بالمباني والمساحات العامة المجاورة له. ويهتم المبدأ الخامس بخصائص الشوارع، والتي تأتي أهميتها من كونها وسيلة مهمة تسمح للجميع باستكشاف المدن، كما أن التخطيط المناسب لها يشجع على الاختلاط والتواصل، وخلق مساحات نتأمل فيها محيطنا ونستشعر فيها ارتباطنا بالمدينة والانتماء للمكان. وأفضل الشوارع هي تلك التي تشجع على المشي وتراعي الجوانب الثقافية والمناخية. كما أن شوارع المدينة، وخاصة تلك التي تتمتع ببعد تاريخي، تكون بمثابة المسرح الذي توالت عليه أحداث الأمم ورسمت فصولاً من تاريخها، لذلك فهي جزء مهم من النسيج الحضري للمدينة، وهو ما يتجلى على سبيل المثال في شارع الكهرباء في مشيرب، إذ تمت إعادة احياء الشارع على نفس مساره القديم وروعيَ في تصميمه المباني على كلتا الجهتين وارتفاع المباني ومواقع الواجهات القديمة. ويعتبر المبدأ السادس من أهم المبادئ التي طبقَت في مشروع مشيرب وهو التصميم الملائم للمناخ. فمنطقة الخليج العربي تشتهر بمناخها الحار والرطب الذي يسود بلادها معظم فترات العام، وقد كان هناك العديد من الأساليب التي تعلمناها من الأجداد في قدرتهم على التأقلم مع المناخ بطرق طبيعية وأفكار بسيطة كان من شأنها أن تلطف الأجواء وتساعدهم على تفادي قيظ الشهور الحارة، كالاستفادة من اتجاهات الرياح والمياه وتوفير ظلال للشوارع والمباني وهذا ما استرشدنا به اليوم في تصاميمنا المعاصرة. فاليوم وفرنا في مشيرب الظلال الطبيعية للمباني وخفضنا درجة الحرارة باستغلال الطاقة الطبيعية للشمس والرياح. أما المبدأ الأخير فهو ينظر إلى مفردات اللغة المعمارية ويستعرض العمارة التقليدية، ويترجم ويحاكي مفرداتها في تصميماتنا العصرية، وخاصة تلك العناصر التي تتسم بالنقاء والبساطة. ومن بعض هذه المفردات على سبيل المثال لا الحصر؛ عناصر التكوين ونسب المباني، وكتلتها، والأقواس والقباب والفتحات ومواقعها وأحجامها وأشكالها، واستخدامات فنون الخط والزخرفة في المباني، والضوء والظل وتأثيرهما على المباني، والمداخل الرئيسية، واستغلال أسطح المباني للمعيشة، وهي كلها عوامل تم أخذها في الحسبان في مشيرب قلب الدوحة.