13 سبتمبر 2025

تسجيل

اللغة المعمارية الجديدة لمشيرب (2-3)

12 مايو 2019

إن تطوير مدينة الدوحة، وخاصة مشيرب، جاء على أسس تربط المنطقة بتاريخها وتقدمه بصورة معمارية حديثة، مستنبطةً مفرداتها من تراثها المعماري، بهدف إيجاد توازن بين المتطلبات الحديثة لحياتنا العصرية وموروثنا الثقافي لنستقطب الناس من جديد إلى قلب العاصمة الدوحة. وهكذا كان التحدي الكبير لشركة مشيرب العقارية. فمشروع مشيرب قلب الدوحة مشروع ضخم ومتعدد الاستخدامات، وكان لا بد من وضع مبادئ للتصميم المعماري التي من شأنها أن تتناسب مع جميع أنواع المباني السكنية منها والتجارية، بحيث تكون هذه المبادئ الأساس الذي تٌبنى عليه اللغة المعمارية الجديدة والتي تعكس قيم التراث القطري ومفرداته، بصورة تتماشى مع متطلبات العصر والمستقبل، فتعطي للمشروع هوية مميزة وفريدة. ولذلك فقد قمنا بدراسات متواصلة وعلى مدار ثلاث سنوات لوضع التصورات والتصميمات حتى وصلنا إلى خلاصة أبحاثنا في "سبعة مبادئ"، وهي بمثابة ميثاق اللغة القطرية المعمارية الجديدة. وعليه فقد طورت مشيرب العقارية منطقة وسط المدينة بالدوحة على أسس معمارية جديدة تحمل في طياتها روح العمارة التقليدية القطرية والتي تتميز بالاستدامة، وفي الوقت نفسه تعتمد أحدث النظم التكنولوجية لتوفر لقاطنيها أعلى مستويات الراحة والكفاءة في العمل، وتحافظ على البيئة ومواردها الطبيعية، وتوثق الأواصر الاجتماعية التي لا طالما حيينا بها. فما هي المبادئ السبعة؟ المبدأ الأول هو الاستمرارية: ولتحقيق هذا المبدأ، فإننا نستخلص الدروس والأساليب المعمارية التي تعلمناها من الماضي لنستوحي منها تصاميم معاصرة ممزوجة بالتكنولوجيا لربط الماضي بالحاضر والمستقبل. والأمثلة على ذلك كثيرة، ونذكر منها الزخارف المعمارية والتي تم تصميمها من الزخارف التقليدية والطبيعة القطرية. ولأن المدينة الناجحة هي التي تحقق التوازن بين احتياجات الفرد والمجتمع والتفاعل بينهم بصورة متجانسة ومتناغمة، فقد جاء المبدأ الثاني ليعزز فكرة الفردية والجماعية، وليتعامل مع المباني باعتبارها كتلاً مجتمعة، وليست مباني منفردة متضاربة مع بعضها بل كتلة متجانسة تمثل المدينة بصورة متناغمة. ويٌعنى المبدأ الثالث بالفراغات العمرانية والتشكيل البنائي، وهو كيفية استغلال الفراغات العمرانية للمباني والمساحات العامة وتشكيلها، فهو لا يتعامل مع المباني كأجسام مستقلة أو متفرقة بل باعتبارها جزءاً من النسيج الحضري للمدينة.