14 سبتمبر 2025
تسجيلالسياسية فن وصنعة، والممارسة السياسية تحتاج إلى رجل مهيأ لها، وصفات كثيرة لابد أن تتوفر به، وعلم السياسة قائم إلى حد كبير على أصول علم النفس، وبالتحديد ما يتعلق بالجدل الذي يعتبر جزءا منه ومن أساسيات الحياة، ويدخل بشكل واضح في الشؤون الإنسانية والبشرية على نطاق واسع، كما أنه متقاطع بشكل كبير مع علمي الاقتصاد والاجتماع، وأيضا هو علم قائم على فن الدبلوماسية الذي يتطلب اختيار الكلمات ووضعها في قالب فني منمق ومهذب لكي تستطيع التأثير في الآخرين. الرجل السياسي في وطننا العربي لابد أن يتصف بالصفات الحقة للسياسي الاحترافي، ومنها الموهبة بحيث يجعل من كلامه لوحة فنية، وأن يكون صريحا خصوصا في المواقف التي تعكس وتعبّر عن مصلحة مجتمعه وأمته، وينبغي ألا يتحدث كثيرا وأن يكون مستمعا جيدا بالدرجة الأولى لكي يستوعب وجهات النظر، ويكون متواضعا وواثقا من نفسه ومرحا ولا يغصب ولا يتأثر بآراء الآخرين، تلك الصفات، للأسف، لا تتوفر في كثير من السياسيين في وقتنا الحالي وبالأصح الدخلاء على السياسية.العملية السياسية في وطننا العربي بعد الثورات العربية اختلفت عن قبلها، والدخلاء على السياسة مثل زبد البحر رغم كثرتهم إلا أنهم قليلو الخبرة والانسجام ليس مع المجتمع فحسب ولكن مع أنفسهم، ويتضح ذلك في منظوري البسيط من مستوى الثقافة والإلمام بالعلوم الإنسانية المرتبطة ارتباطا مباشرا ودقيقا بعلم السياسية، بالإضافة إلى الخبرة والمدة الذي قضوها في الممارسة السياسية قليلة مقارنة بغيرهم من ذوي الخبرة والباع الطويل في التعاطي مع أصعب الملفات المعقدة.إن ما تمر به المنطقة العربية حالياً يكشف أن الممارسة السياسية تشوبها شوائب عديدة، وهذه الشوائب هي العقول المتحجرة التي تنظر إلى الممارسة السياسية على أنها فرد عضلات متجاهلة أراء من حولهم من الفئات الأخرى، وهذا ما جعل كثيرا من البلدان غير مستقرة، لذلك علينا إعادة النظر في تهيئة رجل السياسة الحصيف، وعلى المواطن العربي التفكير بعمق في من يرشح لحمل الأمانة والابتعاد عن العاطفة، فتلك العاطفة هي من جعلت الشعب العربي يعيش هذه النكسات والشتات السياسي والذي بلا شك يجعل المجتمع في أسوأ حالاته وبعيدا عن أفضل خياراته واختياراته.