13 سبتمبر 2025
تسجيللا أحد ينكر دور الإعلام وأهميته في حل العديد من القضايا المجتمعية، فالإعلام شريك فاعل في نجاح المجتمعات الديمقراطية حين تتاح له الحرية المنضبطة وهنا أكرر (المنضبطة) التي تلتزم بقواعد اللباقة والكياسة والفطنة ورقي الحوار وسلامة النقد وإخلاص النية من طرح الموضوع ومدى أهميته للمجتمع.. والحوار الذي يدور رحاه هذه الأيام كنا نأمل فيه لمن يريد الإصلاح والتقويم أن يكون نابعا من مشكلات واقعية لا أحد ينكر وجودها لكنها بحاجة لطرح حلول أكثر واقعية وتجردا. إن المسؤولية التربوية والتعليمية هم يشترك فيه المعلم والمدير والوزير والإعلامي وولي الأمر، فالمخرجات لهذا التعليم إنما هي للنهوض بالأمة وللوصول لتعليم راق متميز. ولن ينكر أحد على صحفي جرئ أن يتطرق لمشاكل يراها واقعية وغيره كثير، لكن المستنكر أن يتم تناولها بأسلوب بعيد عن الشخصنة وعدم وضع الحلول فنحن كما نتفنن في نبش المشكلات فلابد أن نكون أكثر احترافية في وضع الحلول. وأعود للمسؤولية التربوية فهي ليست مقرونة بوزير أو مدير بل هي مسؤولية يجب أن يتحملها الجميع من أسفل الهرم لأعلاه.... وكما يجب أن يعلم أن الإصلاح والتطوير لن يأتي في يوم وليلة بل يجب أن يتم بخطوات متأنية ومدروسة قائمة على تحديد المشكلة ووضع الحلول لها، فهل بالله عليكم ذلك أمر هين وسهل يظنه البعض شربة ماء؟؟!!! إن كثيرا من التربويين يرون أن هناك مسؤولين في التعليم خلاف الوزير يجب أن يتحملوا جزءا من المسؤولية فهم المستشارون وهم التربويون الذين أفنوا سنوات عمرهم في التعليم فأين هم من المسؤولية؟؟ نأمل ولازلنا نأمل بالأكفاء الناصحين الصادقين الذين يشيرون للحق ويتتبعونه وينصحون به المسؤول الأول.. طالبنا ومازلنا نطالب بمسؤولين قلوبهم قبل أبوابهم مفتوحة للمعلمين والمعلمات والمديرين والمديرات وأولياء الأمور والإعلام حتى لا تقع الفاس في الراس وحينها لا ينفع ندم ولا عتاب!!! نأمل ومازلنا نأمل بتعامل أرقى مع الإعلام بأجهزته المختلفة في فتح قنوات اتصال مباشر لتوضيح كل الطموحات والخطط الاستراتيجية التي يتنماها ويسعى لتحقيقها العاملون في سلك التربية والتعليم.. نأمل ومازلنا نأمل بقيادات تعلم تمام العلم أن القيادة ليست بالقوة والسلطة المطلقة بل بالشخصية المتزنة المحبوبة التي ينعكس أثرها على البيئة التعليمية إيجابا وتقدما. إنه من المعلوم بالضرورة أن أي مسؤول يجب أن يمنح فرصة كاملة للإصلاح والتطوير مقرونة بوجوب تقريبه للناصحين الصادقين الذين لا يهمهم إلا الله وأداء أمانتهم بكل إخلاص وتجرد ساعين للتطوير والإصلاح لا المصالح الشخصية والتمسك بالمناصب الزائلة. نأمل ومازلنا نأمل بأن يرتبط الإعلام والمسؤولون في التعليم برباط المصلحة العامة لا الشخصية وأن يضع الطرفان نصب أعينهما أن الهدف واحد والأمنية في جيل مؤمن بالله متمسك بدينه وعاداته وتقاليده متفوق علميا، متطور تقنيا.... وأنه لا أحد معصوم من الخطأ ولكن إن وجد الخطأ فلابد من معالجته وتداركه بفتح باب الحوار الراقي المستند إلى روابط المحبة والأخوة والهدف المشترك وليعلم الجميع أن "قطر أمانة فلا نضيعها". [email protected]