18 سبتمبر 2025
تسجيلجاءني اتصال من سيدة وهي أم لثلاثة أطفال أكبرهم لا يتجاوز الثانية عشرة تشتكي من قضية تؤرق كثيرا من الأمهات والآباء على حد سواء، وهي الأسئلة المحرجة من أطفالهم والتي تأتي بكل تأكيد دون وعي كافٍ بأن الطفل لديه ميول فطرية تجاه التعرف على بعض الأمور التي تخصه، مثال: كيف جاء إلى الدنيا؟ وغير ذلك من الأسئلة التي تعرض الأبوين للإحراج في عدم الرد عليه، وفي ذلك يؤكد الدكتور جميل صبحي استشاري الأمراض النفسية والعصبية، أن حب الاستطلاع يبدأ عند الطفل منذ سن الثالثة، مشيرا إلى أن الأطفال تبدأ بتوجيه الأسئلة البسيطة الخاصة بكيفية خلقه وتكوينه وميلاده ولكن تجاهل الآباء للإجابة عن هذه الأسئلة قد تجعل المشكلة تتفاقم، وقد يتسبب لهم في بعض المشكلات و"العقد" النفسية.وإن الطفل في هذه السن يرغب دائما في استكشاف الأمور غير الواضحة له، موضحا أن ذلك يحدث نتيجة عدم تعليم الآباء والأمهات الخصوصية لأبنائهم، و إن الإجابة عن أسئلة الأطفال لابد أن يكون بها جزء من السطحية، قائلا: "إذا سأل الطفل عن سبب الاختلاف بينه وبين أخته يكون الرد لأنها بنت وأنت ولد فقط دون إبداء توضيح أكثر من ذلك".وإنه لابد أن يتقارب الأهالي من أطفالهم حتى يتمكنوا من معرفة ما يفكرون به، مضيفا أنه من الأفضل أن تمنع الأمهات أبناءهن من اللعب مع زملائهم لفترات طويلة دون متابعتهم لتجنب احتمالية ممارسة الأطفال لبعض الألعاب غير الشرعية، وأكد الطبيب أن ممارسة الأطفال للألعاب الجنسية في الصغر سيؤدي ذلك إلى انحراف جنسي في الكبر، ولابد من تفهم الأهالي لهذا الوضع وأخذ الحيطة قبل أن يتطور الأمر، أما المعالج النفسي د. تامر جمال فيؤكد أن عدم الإجابة يصنع عقدة للأطفال ويتسبب في احتقار الطفل في الكبر للجنس عندما يكبر مؤكدا أن المحدد الأول للإجابة عن أسئلة الأطفال هو عمر الطفل، فالطفل من 3 سنوات إلى 6 سنوات له نوع معين من الإجابات والطفل من سنتين ونصف يبدأ في معرفة شخصيته الجنسية وبالتالي له نوع معين من الإجابات، وأكد المعالج النفسي د. تامر جمال أن السؤال لو لم يجب عنه بطريقة صحيحة يقتل الفضول لدى الأطفال ويجعلهم غير راغبين في تعلم الجديد، وأضاف د. تامر جمال أن البذرة والبيضة هي مفتاح الإجابات على أسئلة الأطفال المحرجة فالطيور تضع البيض وتجعله يفقس بعد جلوس الدجاجة عليه، وطفل الريف لا يوجد لديه إشكالية في الإجابة عن الأسئلة الجنسية لأنه يعيش في تلك البيئة على عكس طفل المدينة الذي لا يمتلك نفس البيئة الخصبة، وفي ذلك يؤكد كثير من العلماء أن هناك خطوات لابد أن تتبع مع أطفالنا حتى نصل بهم إلى بر الأمان وهي: 1- لا بد من تفهم الأسرة لعقلية الطفل والتعامل مع السؤال بهدوء دون عقاب أو نهر.2- إذا كان هناك بعض الألفاظ البذيئة التي يتعلمها الطفل من المدرسة والأقارب والمجتمع صريحة فيجب التعامل معها دون انفعال.3- يشرح الآباء والأمهات لأطفالهم أن هناك ألفاظا لا يجوز النطق بها، وأن معانيها قبيحة، ويفسرون معنى اللفظ القبيح بطريقة مبسطة دون إثارة. 4- يجب أن نعلم الأطفال بداية من عمر أربع سنوات معنى كلمة الاستئذان، ومعنى الحياء من الناحية الدينية، والتفرقة منذ دخول سن التمييز بين الأولاد في المضاجع. 5 - نتعاون مع المدرسة كي يفهم الأطفال عمومًا معنى التربية الحقيقية.6- نضرب الأمثلة بحياة الحيوانات والطيور في التزاوج والتناسل من خلال القصص المصورة والحكايات. 7- نقوم بإعطاء الطفل معلومات بسيطة وواضحة عن معنى الأعضاء التناسلية.8- لا بد أن يتعلم الطفل قبول جسمه ونفسه ويدرك مفهوم العورة في الاستحمام وأن تحاول الأم عدم إظهار أى شيء منها أمامه.وأخيراً لا حياء في العلم والصبر من الأبوين على فضول الصغار بحكمة وهدوء سيفرق معهم كثيرا وسيصل بهم إلى بر الأمان بإذن الله والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .