12 سبتمبر 2025
تسجيلالأمل هو الذي يدفع الإنسان إلى إنجاز ما فشل فـيه من قبل ولا يمل حتى ينجح في تحقيقه لأن الأمل محله نور القلب الذي سببه الإيمان ومن فقد الإيمان فقد كل شيء يقول أحد الحكماء: لولا الأمل ما بنى بان بنيانا، ولا غرس غارس شجرا ولولا الأمل لما تحققت كل الإنجازات التي وصلت إليها البشرية، وذلك لأن المخترع لم يتمكن من تحقيق إنجازه من أول مرة في أغلب الأحيان وإنما حاول تحقيقه مرة بعد مرة دون يأس أو ملل، لذا فالأمل ينمي الطموح والإرادة واليأس يقتلهما لذلك يجب أن نجعل الأمل في القلوب موجودا لأنه من الإيمان وهو نور وأعظم هندسة في الحياة أن تبني جسرا من الأمل أما اليأس فهو سلم القبر نسأل الله أن يجعل حياتنا كلها أملا ويقينا بالله سبحانه وتعالى، فأمة الإسلام متعلمة عاملة بما تعلم لذا يجب أن تكون طموحات المرء وآماله في حدود إمكانياته لكيلا يؤدي عدم تحقيقها إلى شعوره بالقهر وإلى استسلامه لليأس وإلى أن تهتز ثقته بنفسه رغم أنه لو اقتنع بما لديه وبما حصل عليه لكان أكثر حظا وتوفيقا، فالأمل كلمة بسيطة ذات حروف معدودة ولكنها ذات دلالات ومعان كثيرة لا يعرفها الكثير منا ما يجعل الإنسان بلا طموح ولا نظرة مستقبلية.فلا بد أن يدرك الجميع أن الأمل هو انشراح النفس في وقت الضيق والأزمات والنظر للفرج واليسر وهو الضوء الذي نراه عندما يحل الظلام، فالأمل والرجاء خلق من أخلاق الأنبياء وهو الذي جعلهم يواصلون دعوة أقوامهم إلى الله دون يأس أو ضيق أملا في الهداية والصلاح فهو الطاقة التي يودعها الله في قلوب البشر لحثهم على تعمير الأرض بالبناء والزرع والعمل الجاد المخلص لذا يعلمنا الهدي النبوي أنه إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة واستطاع أن يغرسها فليغرسها لهذا فإن الإنسان الإيجابي هو الذي يقبل على الحياة بقلب مشرق ونفس راضية فالإخلاص عنوانه والإتقان سبيله، فله أمنياته وطموحاته التي يحقق بها الإنجازات التي تجعله ناجحا في حياته لذا فهو جميل يرى الوجود جميلا، لذلك جعل الإسلام الإتقان قربة يتقرب بها المرء إلى الله تعالى، لأن المسلم يفترض فيه أن تكون شخصيته إيجابية مقبلة على الحياة متفاعلة معها، فالإنسان مطالب باستيفاء شروط الخلافة في الأرض والسعي في مناكبها عبادة لله وإعمارا للأرض، واستفادة مما فيها من ثروات وخيرات لا يصل إليها إلا بالعمل الجاد المخلص والمتقن، فمن المعلوم أن الأمل يدفع الإنسان إلى العمل ولولاه لامتنع الإنسان عن مواصلة الحياة ومواجهة مصائبها وشدائدها ولأصبح يحرص على الموت، لكن المسلم الحق لا ييأس من رحمة الله لأن الأمل في عفو الله هو الذي يدفعه إلى التوبة واتباع صراط الله المستقيم فقد نهانا الحق سبحانه عن اليأس والقنوط من رحمته ومغفرته، وأمرنا بالإخلاص في العمل لكي يصل المرء إلى مبتغاه في الحياة الدنيا.فإن إتقان العمل من قيم الإسلام وآدابه لأن العمل معنى من معاني الحياة الإنسانية، يتخذ منه الإنسان سببا لرزقه ومظهرا للتعبير عن نشاطه وإسهامه في حركة الحياة، وهو يتسع في شموليته ليشمل كل ما يصدر عن الإنسان من فعل، ويضيق في خصوصيته ليقتصر على مهنة الإنسان التي يسهم بها في بناء مجتمعه؛ فشريعتنا الإسلامية من ضمن ما تأمرنا به، إتقان العمل وهي في حديثها عنه لا تجعله أمرا دنيويا تبتغي منه منفعة عاجلة فحسب بل تجعله أيضا أمرا تعبديا وذلك من خلال الهدي النبوي:(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) رواه الطبراني، ومما لاشك فيه أن لكل منا العديد من الأمنيات والآمال والكثير من الطموحات ولا شك أيضا أن كلا منا يتطلع نحو الأفضل ويسعى للحصول على أكثر مما لديه، فهذه هي طبيعة جميع البشر وهي الفطرة التي تظهر بشكل أو بآخر في شخصية الإنسان الإيجابي الذي يحب النجاح ويسعى إليه جاهدا ومما لا شك فيه أن تطلع المرء وسعيه لتحقيق طموحاته حق طبيعي ومشروع، وأنه الأمر الذي يبرر وجودنا وما يمنح لحياتنا قيمتها ومعناها فلابد أن تسعى لتحقيق طموحك وأهدافك وقلبك ممتلئ بالرضا ارضَ بما قسم الله تكن أغنى الناس، فإن قواعد الإسلام وسلوك الأنبياء ومنهج الصالحين من المؤمنين تقوم على أسس ثابتة وهي الطموح المبني على الهمة العالية والهدف النبيل.