11 سبتمبر 2025

تسجيل

شكراً لك أيتها الفنانة

19 مارس 2012

يقول المتنبي: لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ وَاِجزِ الأَميرَ الَّذي نُعماهُ فاجِئَةٌ بِغَيرِ قَولِ وَنُعمى الناسِ أَقوالُ فَرُبَّما جَزِيَ الإِحسانَ مولِيَهُ خَريدَةٌ مِن عَذارى الحَيِّ مِكسالُ جاء في شرح البرقوقي (احد شراح المتنبي): الإسعاد هي الإعانة. يقول الشاعر — مخاطباً نفسه: ليس عندك من الخيل والمال ما تهديه إلى الممدوح جزاء له على إحسانه إليك فليسعدك النطق: أي فامدحه، وجازه بالثناء عليه إن لم تعنك الحال: أي على مجازاته بالمال ويذكر في شرح البيت الثاني،يقول الشاعر: واجزه بالمدح والثناء عليه والشكر له فإن إنعامه يأتي فجأة من غير تقدم سؤال وانتظار، وغيره من الناس اقتصر على القول دون الفعل. وفي شرحه للبيت الثالث يقول البرقوقي: الخريدة الجارية الحيية. والمكسال من النساء: الفاترة القليلة التصرف؛ وخريدة: فاعل جزى؛ والإحسان: مفعول ثان مقدم؛ وموليه — أي معطيه — مفعول أول. يقول: ربما حازت بالإحسان من يولي — يعطي — الإحسان امرأة عاجزة عن كل شيء؛ يعني إن لم تكن المكافأة فعلاً فهي ممكنة قولاً كالمكافأة من هذه المكسال، يحث نفسه على الجزاء وترك التقصير فيما يمكن. ثم ضرب لهذا مثلاً فيما يلي. هذا: والجزاء المكافأة على الشيء جزاه به، وعليه جزاء، وجازاه مجازاة — قال الجوهري جزيته بما صنع جزاء وجازيته: بمعنى، ويقال جازيته فجزيته: أي غلبته وقوله تعالى (لا تجزي نفس عن نفس شيئا): يعني يوم القيامة لا تقضي فيه نفس عن نفس شيئاً، يقال جزيت فلاناً حقه: أي قضيته. وفي الحديث أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي بردة بن نيار حين ضحى بالجذعة (تجزي عنك ولا تجزي عن أحد بعدك) أي تقضي قال الأصمعي: هذا مأخوذ من قولك قد جزى عني هذا الأمر ولا همز فيه، قال ومعناه لا تقضي عن أحد بعدك ويقال جزت عنك شاة: أي قضت، وبنو تميم يقولون أجزأت عنك شاة — بالهمز — أي قضت، وقيل في قوله تعالى (لا تجزي نفس عن نفس شيئا): أي لا تغني (انتهى الشرح). بعد سرد الشروح أعلاه اعتقد هذا حال كاتب هذه السطور مع الحالات الانسانية التي يتابع نشرها وتحريرها اسبوعيا فلا يملك سوى أن يملأ هذه الزاوية بما يجده من كلمات العرفان بالجميل والاحسان اللذين تغمر بهما الصفحة اسبوعيا على يد ثلة مباركة من اهل الخير الذين اعتادوا على تفقد صفحة التراحم ومشاطرة اصحاب الظروف الانسانية معاناتهم من خلال تبرعاتهم الكريمة. ومن دواعي سرور الصفحة ان تجد داعمين ومساندين حقيقيين ايضا يلعبون دورا طيبا بدعمهم لنا وارسال كلماتهم المشجعة التي تشعرنا باننا لسنا وحدنا في هذا المضمار، منها ايميل وصلني تعقيبا على موضوع سابق لي تحت عنوان" المريض ليس له جنسية!" من الفنانة التشكيلية منال مرسى وكتبت كلاما طيبا مضيفة: "لم اشعر أخى العزيز الا وانا افتح ايميلى وبدون اى تفكير.. رايت انه لابد من الثناء على هذا النموذج الطيب" فقد شعر كاتب هذه الكلمات بالسرور ان تنال الصفحة اهتمام قارئة كريمة مثلها، فشكرا لها على مبادرتها الكريمة بالاتصال والتواصل من خلال كلماتها المشجعة على مزيد من العطاء باذن الله والى الامام دائما. وبالمناسبة يسعدنا أن نتلقى اية مقالات اوكتابات من قرائنا الاعزاء في اطار القضايا الانسانية التي تتبناها الصفحة او في اطار التعليق على جهود المؤسسات والجمعيات الخيرية في الدولة ايجابا او سلبا في سبيل ابراز الفعاليات والأنشطة القائمة. وأود ان المح في ذات الوقت الى ان اصحاب الحاجات والظروف الانسانية المختلفة يمكنهم التواصل أولا مع مؤسسة راف قبل الاتصال بصفحة التراحم وذلك من اجل فتح ملف لهم بداية وبعد دراسة الحالة وارسال كتاب بهذا الشأن الينا بصفحة التراحم من قبل "راف" يمكنهم الاتصال بنا من اجل بعض اعمال التنسيق والمتابعة اثناء النشر وبعدها. وجزيتم جميعا خير الجزاء.