23 سبتمبر 2025

تسجيل

"الصواية"

19 مارس 2012

هي جهاز تسجيل لصوت الكروان، وهو طائر موسمي عابر يأتي الى قطر في مثل هذه الفترة ثم يرحل مثل الحباري والصقور وغيرها من الطيور المهاجرة. الصواية بها نغمات مختلفة حسب (المنيو) المرفق معها، ففيها اصوات استدعاء الكروان للأكل او التزاوج او غير ذلك من الاصوات المحببة إليه، مما يجعله يقترب من هذا الصوت الصديق وبالتالي يكون القناص قريبا منه لإمكانية صيده بالصقر وهو ما يفضله الكثير، او باستخدام البندقية لدى البعض من الصيادين وهم قلة، لأن الهدف ليس في صيد تلك الطيور بأشكالها المختلفة، انما هو متعة القنص. المهم ان هناك قراراً من البيئة بمنع الصواية في الصيد. ليس لدينا اعتراض على مثل تلك القرارات الجيدة في حماية البيئة البرية او البحرية وغير ذلك من الثروات الحيوانية المختلفة ولكن من الأجدر دراسة مثل تلك القرارات بشكل واقعي قبل تطبيقها حتى لا تكون عرضة للثغرات او النتائج العكسية. في اعتقادي منع الصواية بشكل كامل طوال السنة يحرم الكثير من القطريين من صيد الكراوين في ظل ندرة الطيور وهجرتها وان كان هناك منع فليكن في شهري 2 و3 فقط وهو وقت تواجد تلك الطيور. أما المنع كلياً فلن يحقق الهدف على طيور عابرة، لانها في كل الأحوال ستهاجر ما لم تتوافر لها البيئة المثالية التي تبحث عنها ولن يتحقق ذلك الا اذا هيأت الدولة محمية على ارقى مستوى بها كل الامكانيات المناسبة من مياه وزراعة ورعاية طبية وغيرذلك مما تحتاجه الطيور ونضمن تواجدها في البلد ويستمتع برؤيتها الناس واقرب مثال المحمية التي بدولة الامارات وليكن لدينا مثلها للمحافظة على الطيور المهاجرة. اذا كان القصد عدم الصيد الجائر فالأولى منع البنادق والوسائل الأخرى التي يستخدمها القناصة. الآثار العكسية لذلك يطبقها بعض الصيادين الآن بالقضاء بشكل كامل على اي مجموعة من طيور الكراوين تكون متواجدة في مكان واحد وهي من طبيعتها التواجد في مجموعات لانهم قد لا يجدونها مرة اخرى، فيبدأون فيها تقتيلا وتشريدا بالصقور والبنادق في الوقت الذي تستخدم فيه الصواية يصاحبها توزيع للطيور لكثرة الصوايات وكل يأخذ نصيبه دون الدوران لوقت طويل والقضاء على البيئة البرية ودفع القناصة للبحث عن خدع ووسائل مختلفة.. على سبيل المثال ما يسمى (بالجاسوس) وهو طير كروان يوضع عليه جهاز ارسال لمتابعته من قبل مالكه ويستخدم الجاسوس كي تراه طيور الكراوين الأخرى وتقترب منه ومن ثم يتم اصطيادها!! بعض القرارات التي تصدر من البيئة تحتاج الى دراسة اعمق وقد تناولت سابقا قرار منع صيد القباقب بالشباك وقلت هل يستطيع الصياد التحكم في السمك داخل البحر ليسمح بشئ ويترك شيئا آخر في الوقت الذي يقضي الآسيويون وغيرهم على القباقب بالعصي (الشوكة والتنوّر) دون منع وكذلك تدميرهم (للقصاصير والميافر) اماكن تجمع الأسماك، أليس ذلك اعتداء صارخا على البيئة دون فهم او رحمة؟ ولا اعتقد ان من يفعل ذلك قطري لانه يعرف قيمتها ومعناها وللأسف كل القوانين ضده. ومن الآثار العكسية المنع الكامل لرعي الجمال واعتقد ان في ذلك ضرراً على الحيوان بحبسه مما يؤدي الى اصابته ببعض الأمراض لقلة الحركة مما جعل الكثير من القطريين يتوجهون الى الأراضي السعودية القريبة واتخاذ مراعٍ هناك بمساحات واسعة دون اي اجر او تأمين بل انهم يساهمون في رفع الحركة الاقتصادية بشراء الأعلاف والسياحة بالتنقل من والى سلوى او المناطق الأخرى القريبة. ونفس الأمر انطبق على منع (التواير البالون) حسب مواصفات وزارة البيئة، فكانت هناك زيادة مبيعات الشركات السعودية بشكل كبير مما دفع البعض منها للاهتمام بفتح فرع آخر قرب الحدود القطرية. نرحب بالتنظيم والدراسة المتأنية واستشارة اهل الخبرة واعطاء المهلة الكافية للتطبيق وليس فقط المنع لأجل المنع واتمنى الا يأتي يوم يمنع فيه صيد الحمام لاستخدامه في القنص او يمنع القنص كلياً وهو الهواية المحببة لجميع الاجيال.