14 سبتمبر 2025

تسجيل

أجيالٌ في بيوتنا

19 مارس 2012

أراد الصليبيون غزو المسلمين في الأندلس، فأرسلوا صليبياً متنكراً يتفقد أحوالهم، وهناك رأى طفلاً يبكي، فسأله ما يُبكيه، أجابه أن شقيقه يضرب بالسهم الضربة ضربتين، بينما يضرب هو ضربة واحدة، فرجع الصليبي، يحمل رسالة ان لم يحن وقت الغزو بعد، ثم رجع ذات الصليبي بعد زمنٍ ليس باليسير وقد تنكر للهدف ذاته، فرأى رجلاً يبكي، فسأله ما يُبكيه، فأجاب أن محبوبته هجرته ورحلت، فانطلق يبشّرهم أن قد حان وقت الغزو، وقطف الثمرة. إن بيوتنا تضجّ بالأجيال، هم كأفواجٍ تنتظر التهيئة من جميع جوانبها، أن تستقي الفضائل، وتستضيءُ بالنور، وتسير حيث بناء المجد، فتتكوّن لنا أجيالاً يستقرئها التاريخ، تحمل إمامة العلم، وراية الثقافة في العالم. ولأن منازلنا ما هي إلا ميادين للتعلّم والتسلّح، إن نحن هيأناها لذلك، فقد وجبت علينا مسؤوليات أربع، تكمن في: التربية الإيمانية للتأسيس، والتربية الجسمية للإعداد والتكوين، والتربية الخُلقية للتخليق والتعويد، والتربية العقلية، للتوعية والتثقيف والتعليم. لعلّنا لا نجهل أن الطفل ذات مستقلة، لها حرمة لا يجب انتهاكها، بل حق لها الاحترام، والتعبير، والانصات في حين حديث، ففي رؤوس أطفالنا الصغيرة، عالم من الخيال، يقوم عليه مستقبل الأمة، فهم مواهبٌ صغيرة كان لزاماً علينا اكتشافها وصقلها. وقد يكون خيرُ ما نربّي أبناءنا عليه الكتاب، فلا بد أن يعتادوا أن يسقط بين أيديهم، فلا تستنكر كفوفهم الكتاب وأغلفته وصفحاته، فهم إن اعتادوا على القراءة، فقد تسهّل عليهم مواجهة العالم من حولهم، ومخاطبة الكون الخارجي، الذي خرج عن حدود ذواتهم، فالكتاب لا يُستبدل في ظل التقنيات الحديثة، بل يبقى هو المصدر الأول للعلم والتعلّم، ابتداءً من كتاب الله، ثم كتب الحياة العديدة. ومن ثم، اتخاذه منهجاً في التربية، يُرضي الله سبحانه وتعالى ويُرضي رسوله، فنحن لو احتسبنا أجور معاناتنا وتربيتنا واهتمامنا بهم، فإن الله لا يُضيّع أجر من أحسن عملا. لأنني أؤمن بان الطفل قضية تستحق منا جلّ انتباهنا، وأنه اللبنة الأولى للمجتمع، فهو بذلك يستحق العطاء الأعظم، والاهتمام الأكمل، والرعاية الأكثر، فلنزرع البذرة في أرضٍ خصبة، نرى ثمارها في وطننا وأمتنا، ولأن منازلنا تضجّ بالأجيال المقبلة، فليكن بمواجهةِ كل جيلٍ معلم، يعتبر أنه يعدّ شعباً طيب الأعراق وينشأ ناشئ الفتيان منا / على ما كان عوّده أبوه [email protected]