01 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); منذ قرن و6 أعوام، وفي الواحدة بعد ظهر 20 من فبراير عام 1910، خرج "بطرس غالي" رئيس وزراء مصر آنذاك، من غرفته في ديوان وزارة الخارجية، وبينما هو يهم بركوب عربته، أطلق عليه صيدلاني شاب، يدعى "إبراهيم ناصف الورداني" 6 رصاصات، وفشلت جهود الأطباء في إنقاذه ليموت في اليوم التالي متأثرا بحمى أصابته بعد أن تمكنوا من استخراج الرصاصات.عقدت أولى جلسات محاكمة "الورداني" في 21 من أبريل عام 1910، برئاسة الإنجليزي "دلبر وغلي" وفي 18 من مايو، صدر الحكم بالإعدام، وتم التنفيذ في 28 من يونيو. ومع المحاكمة صدر قانون عجيب، يحظر على أي مصري الاحتفاظ بصورة الورداني!ونُفذ الإعدام برغم رفض المفتي الشيخ "بكري الصدفي" التصديق على الحكم، لأن الأطباء اختلفوا حول ما إذا كان الرصاص الذي أطلقه "الورداني" هو السبب المباشر للوفاة، أم هو خطأ الأطباء، لكن الصحف الإنجليزية التي تصدر في مصر زورت أسباب الرفض، مدعية أن المفتي رفض التصديق لأن القتيل كان مسيحي الديانة، وبعد أن شاعت تلك الصورة الممسوخة، وعملت عملها في إثارة الحفيظة الدينية في إنجلترا، أُرغم السير "إدوارد جراي" الذي كان وزيرا لخارجية بريطانيا، على إظهار المستند الأصلي، وذلك ردا على سؤال ألقى في مجلس العموم في 7 من يوليو عام 1910. وعندما أبرز وزير خارجية بريطانيا نص رد مفتي مصر، ثبت أنه لا يشير مطلقا إلى عقيدة المقتول".وقال "الورداني" إنه قتل "غالي" لإصداره قانون المطبوعات القمعي، ولأنه أراد مد امتياز قناة السويس على نحو يجعلها ملكا لبريطانيا، ولأنه كان رئيس المحكمة التي حكمت بإعدام الفلاحين في "دنشواي". ويعلق الأستاذ "محمد حسين هيكل" على حكم دنشواي بأنه كان حكمًا سياسيًا أملته السلطة الإنجليزية التي أمرت بإرسال المشانق قبل أن يصدر، قائلا عن دور "بطرس غالي" فيه: "إن الرجل الذي يجلس رئيسًا لهيئة قضائية يعهد إليها بتطبيق العدل، يجب ألا يخضع لصوت غير صوت الضمير، ولاعتبار غير اعتبار العدل المجرد من كل هوى، فأما إن كانت المحكمة المخصوصة ليست هيئة قضائية، وكانت صورة هزلية لعدلٍ لا وجود له وإنما تملي السياسة أحكامه، فكان حريًا برجل له ما كان لبطرس من دهاء ومقدرة أن يصل من تخفيف الجور إلى أقل حدوده، وألا يرضى هذا التنفيذ، الذي بعث إلى قلب الإنسانية رعشة اشمئزاز وتقزز، واستفز في نفسها أشد المقت لعملٍ لا يمكن أن يكون من الإنسانية المهذبة، ولا من الإنسانية المتوحشة في شيء". أما المؤرخ المعاصر للمحاكمة "تيودور آرونوفيتش روتستين" فيقول: "ولكن بطرس للأسف كان معروفا بأنه أداة للإنجليز".