أجل.. أخطاؤنا ونعترف

"يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ" صدق الله العظيم، بهذه الاية الكريمة أبدأ كلماتي واكتب سطوري. ان الاية السابقة تدل على خطأ وارد قد ارتكبه اخوة يوسف عليه السلام، النبي الذي قد تعرض للبلاء منذ أن كان صغيراً، هؤلاء لم يقل تعالى فيهم انهم كانوا (مخطئين) لعلمهم التام ان ما يقومون به هو فعل عظيم وشنيع، والاية الاخرى التي بين يدي هي (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَأً" فالاية تدل على ان الانسان ليس معصوما من ارتكاب الاخطاء، ومن منا لا يخطئ؟ فهناك فرق بين الايتين (الاولى العمد والثانية الخطأ) وكلاهما تمسحه التوبة والرجوع الى لله والعزم الشديد على عدم العودة مرة اخرى لتلك الاخطاء. معرفة الخطأ ليست المهم.. ولكن كيفية تغيير الخطأ هي الأهم) هذا ما اقوله دوماً واتخذه شعاراً في حياتي، فمن الأخطاء كم شخصٍ تعلم، ومنها من قد تعدلت حياته، فالخطأ وارد ونحن بني ادم لسنا معصومين منها، ولكن الخطأ الاكبر الا نتعلم من اخطائنا بل نفتخر بوجودها وكأن على جباهنا قد كُتب (وجب علينا تكرار تلك الاخطاء ولم يُكتب لنا تصليحها والاستفادة منها). 1 — إن من منافع الخطأ اندفاع الانسان للاستغفار والبحث عن الصواب، كأن بين يديك قلم رصاص فأخطأت في وضع النقاط ثم مسحته (هذا الخطأ قابل السرعة في التصحيح) فهنيئاً لمن ينتمون لتلك النقطة. 2 — على الانسان الا ينسى خطأه خاصة اذا جاءته وساوس الشيطان التي تشجعه على تلك الافعال، هنا يجب عليه ان يلتفت الى الوراء ليرى كيف كادت تلك الاخطاء ان توقعه في الحضيض، وان الله تعالى قد قدر بقدرته وانقذه بفضله، فبدلاً من اتباع الوساوس الشيطانية يجب عليه ان يسجد لله ليشكره على ما هو عليه اليوم. 3 — الخطأ وارد، وعلاجه جائز، التدقيق في ابسط الامور جميل، يجعلنا من اخطائنا نستفيد، ولكن لا يجب ان نقضي حياتنا داخل تابوت الذكريات العسيرة، التي كفناها باخطائنا، ولكن نحاول الخروج للعالم الحي، وتبديل الخطأ بالصواب (من هنا كأننا عشنا من جديد). 4 — اخطاؤنا لا يجب أن تكون مثل الطيور التي تغادر قليلاً ثم ترجع لأعشاشها، ولكن نريدها أن تكون كالصقور التي تهمش فريستها وتجاهد للتخلص منها وبالعزم والاصرار تصل الى مبتغاها (هكذا يجب ان نتخلص من اخطائنا بلا عودة وباصرار تام). 5 — عند ملاحظتك لاخطاء الاخرين يجب ان تتفادى الوقوع بنفس الخطأ، ولا تشمت ابداً، وإن استطعت قدم له النصيحة بكيفية تغير الخطأ الى صواب، فقد يأتيك يوما وتحتاج لكلمة طيبة تجعل طريقك مليئا بالنصائح الذهبية. اخيراً: لنتذكر شيئاً واحداً (ليس المهم كم مرة اخطأت ولكن المهم هل عالجت تلك الاخطاء ام ما زلت تحت سواد كنفها تعيش؟). [email protected]