29 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أثناء الحرب العالمية الثانية، و تحديداً في عام 1945، أسندت المخابرات العسكرية الإنجليزية لباحث مجري يدعى "ألفريد رينولدز" مهمة استئصال الأفكار النازية من أذهان الضباط النازيين الألمان الذين وقعوا أسرى حرب لدى الحلفاء.عندما دخل "رينولدز"على الضباط الأسرى في قاعة أعدت لذلك لأول مرة، ساد جو من العداء البارد ومحاولة متعمدة لقطع التواصل بينهم وبينه. تطلعوا إليه في برود، متأهبين لقطع أي شيء يقوله ولمنعه من الوصول إلى ما هو أبعد من طبلة الأذن. ولدهشتهم الشديدة لم يبدأ بأي مواعظ عن شرور النازية وعن الاشتراكية القومية النازية كما توقعوا. بدلاً من ذلك طلب منهم أن يشرحوا ويفسروا له ما يفهمونه. وبمجرد أن اقتنعوا أنه يريد أن يفهم بالفعل، بدأوا في الحديث. استمع إليهم باهتمام حقيقي، وكان لا يتردد في طرح أي سؤال يطرأ على ذهنه، ثم أظهر رأيه في وجود بعض التناقضات في المفاهيم، وخلال فترة وجيزة لم يعد بينهم من يؤمن بأية أفكار نازية.و بذلك نرى أن إعادة تأهيل المتطرف فكرياً لا تعتمد بأي حال على نمط التوجيه سواء كان دينياً أو أخلاقياً أو سياسياً أو أي نوع آخر، بقدر ما تعتمد على دفع الناس لإدراك أن لهم عقولاً، ومن ثم تحفيزهم على استخدامها، وذلك من خلال عدة مهارات، منها ما استخدمه هذا الباحث المجري من اُسلوب إقناعٍ مبني على مبدأ التنافر الوجداني والذي يعتمد على إيجاد فوضى فكرية لدى الطرف الآخر، تتبعها إعادة ترتيب أفكاره و من ثم ســلوكياته، بالطريقة التي تجعل التغيير أمراً مقبولاً بالنسبة له.إن مجمل هذه المهارات تأتي مرادفة لجاذبية من تم اختياره لهذه المهمة، ودافعيته وخبرته التي ستتجلى من خلال معرفته العميقة بالشبهات المطروحة و تناقضاتها، و مدى جاهزية من يراد تأهيله و خلوه من الاضطرابات النفسية أو تأثير مواد مشبوهة، مع إيجاد آليات محددة الملامح لبناء فكري متكامل لدحضها، معتمداً على استخدام لغة سهلة ومهارة تقييم متميزة و مرونة نفسية عالية حتى يستطيع أن يعزف بنعومة تمحو نشاز آلة التطرف المشروخة .