14 سبتمبر 2025
تسجيلحاولت أن ألجم نفسي ولم أستطع.. قاومت الرغبة في غض البصر قليلاً ولم أفلح.. جاهدت أن أصمت.. أقدم أعذاراً وتبريرات وأقول (يا فتاة لهم العذر في ما يفعلونه والجاهل لا يحاسب حتى يبلغ الحلم أو يعلم)!..لكن — وتعلمون قدر محبتي لحرف الاستدراك هذا — لم يكن لي أن أغض الطرف أو ألجم نفسي أو حتى أبرر لمن يمكن أن أقول فيهم (فوق شينهم قوة عينهم)!..السينما.. ذاك المكان الرائع الذي ألقي ويلقي كل شخص منكم ثقل يومه فيه.. يمتع ناظره ومسمعه ويقضي وقته إما بضحك ينسي الهموم أو بالتفاعل مع أحداث (أكشن) في فيلم لا يعرف بطله المستحيل أو حتى بالإغراق في رومانسية فارغة تتحدث عن وفاء أحد الأزواج لكلبه المنزلي!.. السينما.. وما أدراك ما السينما!..حيث تعرض أحدث الأفلام (الوبائية) التي تحارب العقيدة والدين والمبادئ والأخلاق و... الوحدانية بالله!..كل هذه (المهازل السينمائية) تحدث بمباركة وموافقة الذي يسمح بأن تعرض لدينا مثل هذه الأفلام المليئة (بإباحية الفكر والجسد)!..تلك المهازل التي تثبت للنشء الصغير بأن (الإنجيل) هو الكتاب المقدس الذي بيده الصلاح والحرية وإنقاذ البشرية!..وما زلت أذكر الفيلم الذي تحدث عن أن نهاية العالم كانت وشيكة في عام 2012 وكانت هذه النهاية المأساوية التي كانت ستمحي البشر عن وجه الأرض وأن هناك من استطاع أن يمنع هذه النهاية وها نحن نتجاوز منتصف شهر يناير من عام 2016 دون خوف يذكر!.. العروض التي تبهر هذا المشاهد الصغير الذي تلقى مواد المدرسة لديه تجاهلاً لمادتي الشرعية واللغة العربية ويجد الإيمان العميق (بالمسيحية) في مشاهد هذه الأفلام التي ينكرها العقل والدين والأخلاق والمسلك القويم الذي نحلم بأن تنمو أجيالنا الصغيرة عليه!..فبالله عليكم..أنظروا ماذا تفعلون بنا..ماذا تفعلون بالصبي الصغير الذي لايزال يجهل كيف يصلي ويصوم لكنه بات يعلم كيف أتى وبأي طريقة إلى هذه الدنيا؟!..ما هو جرمكم الذي يستبيح فكر الناشئ الجديد الذي لا يزال يتعلم أبجدية الإسلام فإذا به يشاهد نهاية العالم ووحدها مفاهيم أبطال ومخرجي هوليوود القادرة على ولادة هذا العالم من جديد؟!.. ماذا تفعلون بربكم في طفل يجهل وجود الله في معناه العظيم ويكاد يراه في فيلم يبدو البطل فيه خارقاً بصورة عجيبة يقاتل ويحارب ويدافع عن (الكتاب المقدس) طيلة ساعات الفيلم ويكتشف هذا الطفل أن البطل كان أعمى في الأساس وأن (الله رب المسيحيين والسيدة العذراء وعيسى عليه السلام) كانوا وراء استبساله وذوده عن الإنجيل وتخليص هذا العالم من الشرور والأوغاد فيه؟!!..بربكم أفيقوا واخجلوا!..دعوا دماء الحياء تجري في عروقكم وتقفز إلى وجوهكم الممتلئة المتبلدة وتخيلوا ولداً من أولادكم يعتنق المسيحية فجأة ويرى في الإنجيل كتابه الذي يفاضل به عن القرآن الكريم!!..فوالله لم أجد تعليقاً مناسباً لخبر منع (سلطنة بروناي) لفيلم أميركي حديث من العرض في صالات السينما لديها لمجرد أنه يتحدث عن عيد الفالنتاين لأنه ليس من الشريعة الإسلامية ولا من أعيادها الشرعية!..خجلتم أم أنكم لا تزالون بحاجة لصفعات أخرى؟!.. الفالنتاين الذي سيصبح قرابة شهر فبراير المقبل منوراً ومستنيراً بألوانه الحمراء المبهجة في واجهات محلاتنا المختصة بالهدايا والتغليف وجذب المراهقين لإغراقهم في هذا العيد التافه الذي لا محل له من الإعراب لدي ولدى الكثيرين بإذن الله؟!.. (عيد الحب) الذي يتبادل الأحبة وعود الوفاء والإخلاص والمضي في طريق العشق والهوى حتى يأذن الله بما يريد بينما سلطنة إسلامية مثل بروناي ترفض فيلماً لمجرد أنه يتكلم عن قصة تجري في (الفالنتاين) مما عدته سابقة شائنة لهوية البلاد الإسلامية؟!.. الله أكبر..آذان الظهر يعطر مسمعي الآن ليخبرني بأنني أعيش حقيقة تقول بأننا ننسلخ من هويتنا الإسلامية أولاً والقطرية العربية ثانياً!..لا لا لا عفواً نحن لا (ننسلخ) ولكننا (نسلخ) أنفسنا طواعية غير مكرهين على هذا التصرف البشع الذي يثبت لنا في كل مرة أننا ماضون إلى نهاية العالم ولكن بطريقة مؤلمة حقاً!.. وعليه كان صراخ الرمال المتحركة هذا اليوم مدوياً وموجعاً بقدر الطعون التي تنزف في جسد صاحبتها!..اسدلوا الحياء قليلاً فقد ارتفع وباتت الركب والسيقان مكشوفة ولا يبدو أن الوقت طويل حتى نتجنب ظهور العورة المحرمة!.. صدقوني.. الستر زين واللهم يارب البلاد استر العباد!.فاصلة أخيرة:يبدو اعترافي بحبك ِ مملاً.. ولكني بالفعل أحبكِ!.. ويبدو عشقي لكِ يتنامى لحظة فلحظة وثانية بثانية.. أحبكِ يا قطر وأريدكِ شامخة بحجابك فتتميزين في الوقت الذي تتطاول الرؤوس السافرة فتتساوى!