16 سبتمبر 2025

تسجيل

اقتلوا الفالنتاين قبل أن يولد

19 يناير 2015

من يتجول في شوارع الدوحة وأسواقها عليه أن يقف طويلاً أمام ما يراه من خروج سافر عن كل التزام جميل كنا نعيشه وبتنا نشكو ضياعه ويشكو هو اعوجاج طريقه وضلاله عنا!.. خسارة اننا في الوقت الذي نسمع ونرى الآلاف من الغربيين يتعرفون على إسلامنا ويدخل العشرات يومياً في الدين الإسلامي ويرونه الملاذ الآمن الذي آواهم بعد ضياع وجهل وتنازع أديان ترميهم ذات الشمال وذات اليمين؛ نرى بيننا من يلوذ بتفاهة الغرب وتقاليده التي لم يأت الله بها من سلطان!.. خسارة أن أرى طفلا بريطانيا يجمع التبرعات من شوارع ومقاهي وأرصفة لندن لأجل شعب غزة ويجمع مصروفه اليومي لأجل غزة التي تتلوى تحت لهيب الحصار الإسرائيلي ويؤمن بقضيتنا الأبدية؛ في الوقت الذي يتطلع المراهقون العرب ليوم الرابع عشر من فبراير الذي بات على مشارف ايام قليلة لتبادل هدايا الحب مع (رفيجاتهم) دون أن يكلفوا أنفسهم اقتطاع جزء من مصروفهم لشراء الهدايا (مادام الوالد الله يحفظه موجودا والوالدة ما تقصر دون أن يسأل أحدهما لمَ المال ولأجل ماذا وعمار عمار يا تربية)!!..خسارة أن تكون هذه التفاهة بيننا بينما غيرنا يبحث عن الجدية.. أتحدث اليوم عن كل هذه التناقضات المريعة وأنا أشاهد واجهات المحلات والأسواق تطلق دعاياتها الحمراء منذ الآن لما يسمى بـ (عيد الحب) الذي تبدو الأيام تسارع نفسها لبلوغه، وكأنها تتآمر سراً ضد الذين يرون من هذه البدعة عيداً يلتزم محبوه بتبادل هدايا الورود والدببة مع محبيهم سنوياً!.. أتحدث وأنا أحاول جاهدة أن أحصي عدد (الأعياد) المختلقة بيننا ونعدها مناسبات مؤرخة تلقى منا كل الاهتمام والحرص على إقامتها، وكأن المسألة أصبحت على التنافس في إنشاء هذه (التفاهات) وجر العقول الصغيرة والمراهقة لمزاولة غيها وبنود الضلال فيها!.. فبعد عيد الحب يأتي عيد الأم وبعده الهالوين وأعياد الكريسماس وجنون رأس السنة وما خفي بينها كان أكبر وأعظم!..ما الذي يحدث في الدوحة؟!!..دعوني أصيغها بطريقة ثانية وهي: ماذا جرى يا بلد؟!!.. ماذا جرى لتتنامى هذه الأعياد المبتدعة ويخفت ضوء أعيادنا الحقيقية؟..ماذا جرى لينقلب الحال إلى ما كنا نظنه محالاً؟!.. فليست ما تسمى بالأعياد هي ما أتكلم عنه فقط فحديثي يطول وهو ذو شجون والله!..فما أصبحنا نراه صار فوق مستوى الاستيعاب الشخصي لي ومثلي الكثير بلا شك، وأنا أرى شبابنا ينسلخ من جلده الخشن ويحشر نفسه في ثياب أنثوية ضيقة، وفتيات مثلي يعاندن أنوثتهن ويتشحن بجلابيب الرجال؟!.. ما الذي يدعو الأجانب على أرضنا للمشي بحرية عراة على شواطئنا وفي المجمعات التجارية دون حسيب أو رقيب مع عدم فاعلية خدمة (العضيد) بصراحة؟!..وما الذي يجعل مناهج المدارس المستقلة هشة ومليئة بالمغالطات وعيوبها أكبر بكثير من مميزاتها؟!..ما الذي جعل جامعة قطر تعج بالقوانين التي لم ينزل الله بها من سلطان (وافتكرت متأخرة) إن على طلبتها أن يكونوا نوابغ في الإنجليزي فاخترعت وجوهاً تعجيزية جعلت من الطلبة (عاطلين وينتظرون فرصة الاجتياز من منازلهم) وبالرغم من ذلك فلا نسمع غير المديح ولغة الفخر على لسان مسؤوليها بينما مدافع الشكاوى لا تزال تؤذن في مالطا؟!!..بالله عليكم ما الذي حدث لتهجر الحشمة زوايا هذا المجتمع بعد أن كانت زواياه قبل واجهاته تفخر بنظافتها من الغبار والسوس الذي ينخر في هياكلها؟!.. من هو المسؤول وراء (العولمة المرفوضة) التي باتت تتعملق وسط تقازم إجباري للقيم والعادات؟!!..هل أمنيتنا بالعودة للمثالية البسيطة أمنية صعبة المنال أم إنها تندرج تحت بنود المستحيلات العشرة؟!.. من الذي يقف وراء بعض مظاهر التفتح غير المحمود ويدفعه قسراً للحداثة المذمومة؟!..هل أبدو لكم (رجعية ومتخلفة) ويتطاير الغبار القديم من سطوري وأنا أقول وأناشدكم دخيل الله أعيدوني إلى زمن الحياء.. حيث تسقط عينا الفتاة إلى الأرض خجلاً وأدباً حين يدنو منها ظل رجل ويغض الأخير بصره حينما تجبره قدماه إلى المضي بين عباءات سوداء مسدلة؟!.. بل أين هي تلك العباءات أساساً إن كنت أسمع عنها ولا أراها بعد غزو مهرجان الألوان لها؟!.. قلت لكم حديثي ذو شجون وأكاد أجزم إن بعضكم يتثاءب الآن!.. من حقه ذلك فما قيل هو من أيام الأبيض والأسود!! فاصلة أخيرة:حبيبتي..اسمعيني..فلم يكن حديثي قسوة ولكنه رأفة من قسوة قادمة تدعى هدر الأخلاق.. فهي تبدو في أولها معسولة وتنتهي مسمومة!.. أحبكِ يا قطر!