16 سبتمبر 2025
تسجيلالحديث عن الماء له نواح كثيرة من الممكن التحدث بها سواء من حيث أهميته للحياة، فهو سرها الأعظم وهو سبب وجودها على الكوكب وبدونه لا توجد حياة أصلا، او من الممكن أن نتحدث عن الماء من ناحية أهميته الاستراتيجية للدول والشعوب وكيف أن الحروب القادمة لن تكون على نفط او غاز أو معادن نفيسة وإنما ستكون على الماء، أو من حيث عظمة وجوده والآلية التي بها يتكون وكيف انها آلية تضمن وجوده دون فناء حتى تقوم الساعة.وفي القصص الدينية ارتبطت الجنة بالماء فدائما يذكر جنات تجري من تحتها الأنهارولهذا فالجميع يسعى للحصول على الماء من كافة مصادره سواء من الأنهار العذبة أو من الابار الجوفية أو ماء المطر أو من تحلية البحر.والحقيقة أن سر كتابتي في مقالي هذا عن الماء هو إهمال الكثيرين منا لأخذ نصيب كاف من الماء يوميا وهذا له تأثير كبير وعظيم على صحة الانسان، فقد قرأت دراسة مؤخرا تؤكد أن العطش يؤثر بشكل كبير وملحوظ على الذكاء، حيث إنّ نقص كمية الماء داخل الجسم يضعف من نشاط خلايا الدماغ، وبالتالي يسبب الغباء.ومن ثمَّ شدد القائمون على الدراسة على ضرورة شرب الماء بكميات كبيرة، أو السوائل، بمعدل يقارب 6 إلى 8 أكواب يومياً، حتى يحافظ على المعدل الطبيعي للماء بداخل الجسم.وأكدت الدراسة أن نقص كمية الماء داخل الجسم يضعف من نشاط خلايا الدماغ، الأمر الذي يؤثر على مستوى ذكاء الإنسان، حيث ان معظم الناس يتناولون الماء فقط عند شعورهم بالعطش وهذا خطأ، فالماء ضرورى للتخلص من الأنسجة الدهنية الزائدة في الجسم، كما أنه يحسن من وظائف المخ الادراكية والحسية.وأشار الباحثون إلى أن عبوات المياه الغازية من الممكن أن تسبب خطورة على الإنسان، في حالة زيادة نسبة المعادن والأملاح الموجودة فيها، مؤكدين أن الدعايات والاعلانات التي تروج في هذا السياق ما هي الا للتضليل او تشي، بأن المياه الغازية تمد الجسم بالأكسجين مخالف تماماً للواقع، حيث يحصل الجسم على حاجته من الأكسجين مباشرة من الهواء الطبيعي.وينصح الباحثون بضرورة المحافظة على تناول 1.5 لتر من الماء يومياً، لتنظيم عملية الاستقلاب والإخراج.وأكد الأطباء أيضا أن الشعور بالإجهاد والكآبة يأتي نتيجة نقص الماء في المخ فيؤدي إلى الشعور بالإجهاد والكآبة لأن توليد الطاقة في المخ يتطلب وجود الماء فنقص الماء يقلل من إنتاج الطاقة الكهربائية في المخ، فمن المعروف أن شرب الماء بشكل كاف يقي الإنسان من الجفاف وأمراض الكلى ويمنع الصدمات حول العينين والحبل الشوكي، وغيرها من الأمراض.. وإذا نظرنا إلى جسم الإنسان نجد أنه يفقد في الأحوال العادية حوالي أربعة لترات من الماء يومياً عن طريق البول والتعرق، ويزيد الفقد عند اشتداد الحرارة أو ممارسة الرياضة العنيفة.لهذه لأسباب كلها، يجب إمداد الجسم بالماء، عن طريق شرب الماء، وذلك لإتاحة الجسم لعمل جميع التفاعلات الكيميائية، خاصةً عند الصغار حيث يساعدهم على النمو، وتوليد الطاقة في الجسم مما يساعد على نقل النبضات في الأعصاب، ونقل المواد الكيميائية التي ينتجها المخ، ويعالج الماء من ارتفاع الضغط لوجود عوامل أخرى مهمة تؤدي إلى ارتفاع الضغط، ولكن نقص الماء في الجسم يؤدي إلى انغلاق بعض الأوعية الشعرية وتفريغ محتواها من الماء في مجرى الدم.ونظراً لأهمية المياه بالنسبة للجسم أكدت نتائج مجموعة من الأبحاث العلمية الحديثة أن تناول الماء بكثرة يمنع حدوث الحموضة المعوية، وكذلك الروماتيزم وألم الظهر والصداع والسيقان التي تحدث غالباً نتيجة الجفاف.وقد حذر الأطباء من قلة تناول الماء لأنها تسبب جفاف الخلايا المزمن الذي يسبب الوفاة المبكرة، والحل هو أن يشرب الإنسان كمية كبيرة من الماء يومياً حتى تبقى الخلايا والمفاصل والجلد رطبة.وبما اننا في الشتاء فقد أوضحت الدراسة ايضا أن تناول الماء يومياً يقلل الإصابة بالأنفلونزا وأعراضها المؤلمة من التهاب في الحلق والرشح والزكام، وذلك لأن الماء يرطب بطانة الأنف والأغشية المخاطية التي تعتبر خط الدفاع الأول لالتقاط الأجسام الغريبة المحملة بمسببات الإصابة، كالغبار والبكتيريا والفيروسات ومنعها من الدخول إلى الرئتين.وأخيرا هي دعوة للحفاظ على الماء وعدم هدره والحفاظ عليه لأنه سر الحياة " وجعلنا من الماء كل شئ حي " وسبحان المعطي الوهاب وسلامتكم.