14 سبتمبر 2025
تسجيلبفكرٍ عميق، وقلمٍ شديد السلاسة، أكتب ما تعلمته في حياتي، وما علمتني الحياة إلا ما قد نفعني، وكعادتي أقف على الاطلال وأتذكر اموراً كثيرة، وأقوم بمراجعة منشورات حياتي، ثم أقف عند بعض المواقف وألوم ذاتي عليها، وكيف سمحت لنفسي أن أمر بتلك التجربة، وبمجرد ما أمسك قلمي للتعبير أشعر بالعجز من تلك النقطة التي تتشاءم أناملي من ذكرها وكتابتها، بالرغم من حبي الشديد لتذكر ما قد مضى ومر في حياتي، وهذه الحياة علمتني وسأوفي باختصار ما قد تعلمته منها.1 — علمتني الحياة أن الذي نهتم به ونسأل عنه مراراً وتكراراً هو صاحب الفضل الكبير في حزننا، وهو الذي يهملنا ويتجاهل وجودنا، بل ويتمادى في جفائه، ولكن لكل قصة نهاية ولكل حدث وقفة، وما الإهمال إن شاء الله نتعلم منهم كيفية رد المعاملة بالمثل، فما رفعنا قدرهم إلا لأنهم استحقوا ذلك، ولن نهمل وجودهم إلا لأنهم أهملونا (هذا أصعب درسٍ تعلمته في حياتي)، وبعون الله سنتعامل مع الجميع بالمثل.2 — علمتني الحياة أنه مهما وصلت التكنولوجيا وتطورت كانت سبباً في بُعدنا عن كل من رسم للحياة صورة جميلة وأثبت وجوده بعالمنا، أصبحت لا أطيق التكنولوجيا الحديثة فهي سبب في خلق الفجوات بيننا، وهي عنوان أساسي لخلق المشاكل بين كل من له مكانة خاصة في قلوبنا، كأنما جاءت هذه التكنولوجيا وهي تحمل شعار (الابتعاد)، وفعلاً ابتعدت القلوب عن بعضها، أصبحنا لا نعلم أخبار الذين ربطتنا بهم مودة إلا بالمناسبات، نتفاجأ أنهم ما زالوا أحياءً وعلينا يسألون!! (تباً لمثل هذه التكنولوجيا التي أحرقت قلوبنا وأبعدتها عن أقرب الناس).3 — علمتني الحياة أن فاقد الشيء لا يعطيه، وفعلاً اقتنعت أخيراً أنه يجب علي الابتعاد عن طلب شيء من فاقده، شعرت بمدى جهلي وخذلاني وأنا أطلب من أحدهم أن يهتم بي ومرت سنوات وما زال الحال كما هو، فأصبحت أبتعد قدر الامكان ولي رغبة قوية في أن أعيش حياتي كما كنتُ سابقاً، زاخرة ولها منهجها المميز، يجب أن أسترجع جزءا من اهتمامي لذاتي فلا داعي لأن اطلب وأدندن لغيري، فمن أراد أن يبالي لامرنا يعلم كيف يصل إلى مكنون حياتنا، ومن أراد العكس فليرسم لطريقه عنواناً بعيداً عنا.4 — علمتني الحياة أن علي بعدم اليأس وعلي إدراك القطار قبل أن يصل الى محطته الاخيرة، حينها سأتعلم من هذه الحياة أموراً كان يصعب علي فهمها وإدراكها، ويجب أن أؤمن حق الايمان أن البحر هو من يرسم شكل الأصداف ثم يرميها لنا، وهكذا علي أن أرسم ما أطمح إليه وأتعلمه ولا أستسلم لليأس أبداً.5 — وأخيراً علمتني الحياة أروع درس أنه كلما جعلت الله أقرب مني، وجعلت همي هو ديني كلما ارتاح قلبي ووجدت ملاذي وراحتي، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، وأزح من حياتنا ما يشغلنا عنك أنك قريب مجيب.