14 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر.. صاروخ التنمية البشرية العربية

18 ديسمبر 2015

من الطبيعي أن تتربع قطر على عرش التنمية البشرية العربية، فمنذ سنوات والدولة تسخر الإمكانيات وتصرف المليارات للارتقاء بالعنصر البشري القطري، ووظفت مداخيل النفط والغاز من أجل تكوين الإنسان وإعداده لمواجهة الحاضر والمستقبل، لذلك كان من الطبيعي أن تحتل المرتبة الأولى عربيا طبقا لتقرير التنمية البشرية لعام 2015 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والثانية والثلاثين عالميا من أصل 188 دولة، وهو إنجاز رائع لابد من الوقوف عنده. هذا الاعتراف الدولي بما حققته قطر في مجال التنمية البشرية لم يأت صدفة، فهو نتاج عمل دؤوب قامت به الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها، وبإستراتيجية وضع إطارها الأمير تميم بن حمد آل ثاني ومن قبله الأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني، الذي يعتبر التنمية البشرية في قطر "معركته الشخصية" وبجهود كبيرة من الشيخة موزا المسند التي وقفت حياتها من أجل التعليم الذي يعتبر أساس التنمية البشرية.ليس في الأمر مجاملات، لأن الأعمال والنتائج واضحة، وهذا ما أثمر عن دخول قطر إلى دائرة التنمية البشرية العالمية في مرتبة متقدمة نسبيا من بين 188 دولة، مع أنها احتلت المرتبة الأولى عربيا وبفارق 7 درجات عن أقرب دولة لها، وتراجعت دول عربية كثيرة إلى الخلف.لقد عملت أجهزة الدولة القطرية وجاهدت، من وزارات ومؤسسات وهيئات، للوصول إلى أعلى درجات الانسجام التناسق والتكامل، ونجحت الحكومة بوضع إطار عام وخطة إستراتيجية وإجراءات تنفيذية لترجمة هذه الخطط عمليا، وقد ظهر ذلك بالتركيز على التدريب بربط المسار التدريبي بالمسار الوظيفي للإسهام بسد الفجوة بين المطلوب والمتوفر والرقي الوظيفي والمهني ورفع الكفاءة، بما في ذلك تأهيل الموظفين الذين لا تتناسب وظائفهم ومؤهلاتهم الدراسية.ولاشك أن رأس الحربة لتطبيق هذه الإستراتيجية وتحويلها إلى واقع عملي هي وزارة التنمية الإدارية ووزيرها النشط والمثابر الدكتور عيسى النعيمي مع فريقه، فهو لا يترك شيئا للصدف، ويشرف على التفاصيل بنفسه ويلتقي بالمتدربين من الموظفين ويتناقش معهم، وقد حضرت شخصيا بعض هذه اللقاءات القائمة على الشفافية والمكاشفة والحوار الصريح.بل ذهبت الوزارة إلى ما هو أبعد من ذلك، بترتيب جلسات نقاشية مفتوحة للقيادات الإدارية الحكومية مع بعض الوزراء في محاولة جادة لصناعة الصف الثاني من القيادات القطرية.ومن هنا فإن تقرير التنمية البشرية لعام 2015 أنصف قطر وجهودها في تحسين بيئة العمل وكفاءة العاملين وإدماج المرأة القطرية على كل المستويات ومحاربة البطالة على قلتها، وتحسين مستوى التعليم، وتعظيم الاستفادة من الوقت، وعدم هدر الزمن، وتسريع الإجراءات بما يضمن الارتقاء بالمجتمع، ويكفي الإشارة إلى نسبة الالتحاق بالمدارس الابتدائية والإعدادية وصل إلى 100% وتجاوز الالتحاق بالمرحلة الثانوية 97%، فيما تقلصت الأمية إلى 3% تقريبا، وربما تكون هذه النسبة هي الأقل عربيا، وزاد الوزن الثقافي لقطر زيادة كبيرة، ما يعتبر خطوات على طريق تحقيق "رؤية قطر 2030"، وإستراتيجية التنمية الوطنية التي تهدف لتوفير مستويات عيش عالية لمواطنيها وللمقيمين فيها، رغم أنها تحتل المرتبة الأولى عربيا في ذلك، وتأمين مستويات تنمية اقتصادية واجتماعية وبشرية وبيئية مستدامة، تعود على جميع القطريين والمقيمين بالخير.يحق لقطر أن تحتفل بيومها الوطني، وأن تفخر بشعبها، وأن يفخر القطريون بأميرهم الذي لاهم له سوى أن تكون قطر في الطليعة، وأن يكون القطريون في مقدمة الأمم مع إخوانهم في الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.