11 سبتمبر 2025

تسجيل

أفراح الدوحة

18 ديسمبر 2014

رمزي السعيدإن اليوم الوطني مناسبة عزيزة تتكرر كل عام نتابع من خلالها مسيرة النهضة العملاقة التي عرفها الوطن ويعيشها في كافة المجالات حتى غدت البلاد وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة، بل تتميز على كثير من الدول بقيمها الدينية وتراثها وحمايتها للعقيدة الإسلامية وتبنيها الإسلام منهجا وأسلوب حياة ودستورا قويما، لذا يوجد في حياة الأمم والشعوب أيام هي من أنصع تاريخها ويومنا الوطني لبلادنا الطاهرة تاريخ بأكمله إذ يجسد مسيرة جهاد طويلة خاضها أبناء هذا الوطن الأوفياء، فإن من أوجب الواجبات التي يأمرنا بها ديننا الحنيف هي الإخلاص في سبيل رفعة الوطن وتنمية الشعور بالولاء والانتماء والذي يقوم على حب العطاء والنماء والعمل بجد وإخلاص، والتخلق بخلق التعاون الذي يقوم على خدمة الناس وقضاء حوائجهم ونتفاعل مع كل القضايا التي تهم بلادنا،فنقف مع المظلوم ونساعد المحتاج وننقذ المنكوب فالاتحاد قوة والفرقة ضعف، فالوطن الغالي عبارة عن جوهرة مكنونة ولؤلؤة ثمينة ترابه عنبر وهواؤه عليل وشمسه أنوار وأشجاره جنان، وأزهاره مرجان ونخيله أفنان،فإنها أعراس الوطن التي نعيشها وفرحة الأبناء الأوفياء بوطنهم، فاحتفالنا باليوم الوطني هو احتفال يجسد المحبة والولاء والوفاء لهذا الوطن الكبير بقيادته الرشيدة وهو استمرار لمواصلة مسيرة العطاء والتنمية التي يعيشها الوطن وينعم بها كل مواطن. إن الوطن في أمس الحاجة لأبنائه المخلصين الأوفياء فإن مبدأ حب الوطن لا ينكره عقل ولا يرفضه لبيب، إنه انتماء فريد وإحساس راق وتضحية شريفة ووفاء كريم، إنه أسمى أنواع الحب إنه الحب السامي الذي ينمو ويترعرع في نفوس أبناء الوطن وتقديم التضحية والفداء في سبيل الوطن فالمواطنة تعني المسؤولية وإحداث التغيير الإيجابي الفعال الذي يهتم برقي الوطن فبدون المواطنة يصبح المجتمع فارغا ولا يمكن أن يوجد الالتزام المسؤول لخلق المواطن الصالح الذي يحتاجه الوطن والذي يعتبر بمثابة النسيج الذي يعمل على ترابط المجتمع وتماسكه، لذا فعلينا أن نعزز قيمة الولاء والانتماء للوطن في نفس كل ابن من أبناء هذا الوطن لكي يصبح غدا رجلا ومواطنا مسؤولا عن كل ركن في بلده فكل شخص لابد وأن يكون على استعداد تام للإسهام في صالح الوطن وأن يقوم بدوره الوطني على أكمل وجه ويعمل جاهدا على أن يكون عضوا فعالا في جسد المجتمع المتكامل ونعمل على تأصيل الشعور بشرف الانتماء للوطن والعمل من أجل رقيه وتقدمه، وحب العمل من أجل الوطن ودفع الضرر عنه والحفاظ على مكتسباته والمشاركة الفعالة في خططه التنموية، فالمعيار الحقيقي للإنسان المخلص بالنسبة لبلده أن يكون هذا الإنسان مؤمنا بربه واضعا مخافة الله أمام ناظريه في السر والعلن، وأن يكون صادقا ومخلصا ونزيها في تعامله مع نفسه ومع الآخرين فإننا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لهذا الوطن دينه وأمنه ورخاءه.وأن تبنى هذه الدولة الفتية على أساس متين من الدين وعلى أسس عصرية حديثة ترسي دعائم الأمن والعدل والاستقرار في ربوعها الشاسعة وتضع اللبنات الأولى لتنمية هذا الوطن الغالي اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وعمرانيا لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا، وخلال هذه الملحمة التاريخية من فرحة غامرة بيوم الولاء والعزة والتكاتف ببناء مؤسسات هذه الدولة على أسس إسلامية وديمقراطية حديثة والتي كونت دولة عصرية حديثة تهتم ببناء الفرد وتنمية المجتمع بما يكفل حياة كريمة لشعب قادر على المنافسة العالمية بين شعوب العالم، ويتعايش بسلام مع الشعوب الأخرى ويستطيع أن يدعم القضايا العربية والإسلامية، ولهذا فليشهد التاريخ العربي والإسلامي الحديث هذه الدولة عظيمة الشأن والفتية بسواعد أبنائها والتي ترتكز على الدين الإسلامي منهجا وعملا وتدعو للسلام وتنبذ الظلم والعدوان وتدعو للتوحيد والبناء وترفض التفكك والهدم وتشجع على العلم والرقي والنهضة وبناء الإنسان الواعي الذي يستطيع أن يخدم بلده ووطنه وينبذ الجهل والفقر، فالثروة الحقيقية لكل وطن هم أبناؤه فأغلى ما يمتلك الوطن هو المواطن الصالح، المخلص الذي يؤمن بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، وتكون كل تصرفاته وممارساته في ضوء من كتاب الله وسنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فالوفي الذي يجعل من انتمائه للوطن وعلاقاته الراسخة مع أبناء وطنه جناحا يحلق به في سماء التقدم ويبني جسورا قوية يدخل عليها إلى ميادين التقدم وإلى عصور الازدهار.