12 سبتمبر 2025
تسجيلالسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد لا يأتي أبدا، ذلك استخلاص يبدو مزعجا ولكنه واقعي حين ننظر في سلوك الحكومة الإسرائيلية التي لا تطرح أي مبادرات في هذا الصدد لأنها من ناحية عقدية لا تؤمن بذلك، وعقيدتها السياسية تأتي من جانب ديني لا يرى واقعا سلميا على الأرض التي تدخل في حيازة الدولة الإسرائيلية وبالتالي فإنه لا توجد تنازلات يمكن أن يقدمها المفاوض الإسرائيلي الذي تتناقض طروحاته مع ما يجري على أرض الواقع. جميع مبعوثي ووسطاء السلام الأمريكيين والدوليين لم يفلحوا في تغيير الواقع على الأرض منذ النكسة وحتى الآن، وبعد أوسلو ومدريد لم يتغير الواقع أيضا، فالقليل الذي أعطته إسرائيل باليمين أخذته بالشمال، ولا يمكن تصور الوصول إلى حل نهائي في ظل اعتراضات الإسرائيليين على كل زعيم فلسطيني تضع في خاتمته أنه ليس رجل سلام أو غير مناسب، ذلك نوع من العبث والافتراء، فهل مطلوب من كل فلسطيني أن يوافق على الشروط الإسرائيلية القاسية والمجحفة ليصبح رجل سلام؟! يقود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مشاورات من أجل أن يتوصل الفلسطينيون والإسرائيليون إلى اتفاق كامل للسلام بنهاية أبريل المقبل، معتبرا أن الجانبين لا يزالان ملتزمين بالمحادثات وفقا للجدول الزمني المحدد للتوصل لهذا الاتفاق، ذلك أيضا سيصبح جزءا من سلسلة من التفاوض السلبي وغير المجدي، وكان أكبر التزام أمريكي قاطع ذلك الذي قطعه الرئيس السابق بوش الابن بأنه سيتم التوصل إلى سلام دائم وشامل في 2005م ومر العام وتلته أعوام أخرى ولم يتحقق شيء. ولكن كيف يتحقق السلام وإسرائيل طامعة في كل شيء؟ ذلك مستحيل وغير منطقي، هل يسمح جدار الفصل العنصري بتحقيق سلام؟ وهل يسمح بناء المستوطنات العشوائية في ذلك؟ وهل يمكن للغارات والاستهدافات للفلسطينيين أن تحقق السلام والأمن لإسرائيل على حساب الفلسطينيين؟ وهل منع حق العودة للاجئين الذين شردتهم هذه الدولة يمكن أن يصل بنا إلى سلام؟ مثل تلك القواعد الإسرائيلية للسلام تعتبر عبثا وتضييعا للوقت ولا يمكنها مطلقا أن تأتي بسلام أو حل نهائي، ولذلك ينبغي أن تتغير العقلية الإسرائيلية وتحترم الوجود الفلسطيني وتعترف بما انتزعته في حروبها وتعيده لأهله حتى يتحقق السلام، دون ذلك يصبح المشهد كله عبثيا وفوضويا ولن يحقق أمن إسرائيل الضائع.