14 نوفمبر 2025

تسجيل

دولة كردستان القادمة

18 نوفمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بكل تأكيد لم يتخل أكراد العراق عن حلم تقرير المصير والاستقلال الذي لم ير النور لقوة الدولة العراقية تاريخيا، ولاتفاق دول الجوار على عدم منح الأكراد حق تقرير المصير، أسوةً بباقي شعوب المنطقة. والحق أن محاولات الأكراد السابقة وتعاونهم الوثيق مع إسرائيل في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي باءت بالفشل، إلا أن الحلم بقي قائما انتظارا لتغيير الظروف والمواقف الإقليمية والدولية من القضية برمتها.ويرى زعيمهم الأبرز مسعود برزاني أن التغيرات التي عصفت بالمشهد الجيوسياسي في العراق وجواره في السنوات الأخيرة تقدم فرصةً ذهبيةً لدفع مشروع الأكراد في الاستقلال قُدمًا. ومما لا شك فيه أن تهاوي العراق التاريخي الذي نعرفه والتبدل في موازين القوى ومشاركة قوات البشمركة في معركة تحرير الموصل ضد تنظيم داعش كلها عوامل طرحت فكرة دولة كردية مستقلة إلى الواجهة من جديد! تصريحات مسعود برزاني الأخيرة بخصوص حدود إقليم كردستان وإصراره على أن الحدود تُرسم بالدم تشي بأن قرار الاستقلال هو مسألة توقيت، فهناك على ما يبدو نوع من التفاهم بين أكراد العراق وواشنطن تدعم من خلاله الأخيرة مطالب الأكراد بالاستقلال، وبالنسبة إلى برزاني فهو لم يعد يناضل من أجل حق الأكراد في دولة مستقلة، وإنما يناضل من أجل توسيع حدود هذه الدولة، وإلا لماذا تشارك قوات البشمركة وتعرض نفسها لخطر الموت إن لم يكن يصب ذلك في سياق محاولات الأكراد الحثيثة لتحقيق الاستقلال على أكبر مساحة من الأرض ممكنة.لن يسلم الأكراد بمقولة "تمخض الجبل فولد فأرًا" وهم يشاركون بمعركة القضاء على تنظيم داعش، وهناك ما يشير إلى أن مرحلةً جديدةً من الصراع ستندلعُ بمجرد الإعلان عن هزيمة داعش، فحكومة العراق المركزية الموالية لإيران ستُتهم بأنها هي من فرطت بوحدة أراضي العراق إن تمكّن مسعود برزاني من ترجمة أقواله إلى أفعال، وهو أمر بات مرجحا، وعندها يمكن مقارنة حيدر العبادي ومن معه في سدة الحكم بحكومة البشير في السودان التي سمحت بتقسيم السودان وخسارة أكثر من 600 ألف كيلومتر مربع من أراضي السودان!المراهنون على قوة الحكومة العراقية في الحفاظ على سلامة ووحدة أراضي العراق عليهم أن لا يغضوا الطرف عن حقيقة أن هذه المنطقة اكتوت بنيران الاتفاقات الخارجية التي أسهمت بشكل كبير في شكل الدول العربية الحديثة، ويبدو أن أكراد العراق قد توصلوا إلى اتفاق مع الأكراد حول هذه النقطة، وأظهرت واشنطن بالفعل تعاطفا مع الأكراد دفع بإدارة أوباما إلى لجم تركيا في أكثر من مناسبة حتى عندما قام أردوغان بتخيير الأمريكان بين الأكراد وتركيا.في الختام، علينا أن لا نستبعد أي تغيير، فحدود دولة سايكس بيكو لم تعد مقدسةً، وإعادة تركيب المنطقة دخل حيز التشكل، وعلينا أن لا نستبعد نشوب حروب من نوع مختلف حالما يتم القضاء على داعش، وهو أمر يبدو أن الأكراد فهموه ويعدّون العدة له.