11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); منذ بردية الحكيم المصري "إيب ـ ور" إلى المفكر كبير النفس والمقام "د. جمال حمدان" مرورا بالمتنبي (في قصيدته: عيد بأية حال عدت با عيد) رزق الله مصر بمن يحسن تشخيص أزمتها، ويجهر بتشخيصه، لكنها مع ذلك تظل معظم الوقت ذاهلة لا ترى ولا تسمع. هل سمعتم حكاية "البقرة الجربانة"؟ الحكاية يرويها عادل إمام (نعم هو عادل إمام الممثل) قائلا إنه وهو طالب في كلية الزراعة، كان له صديق يدرس في كلية الطب البيطري، التي لا يفصلها عن كليته سوى جدار، وظل هذا الصديق يرسب كل عام في الامتحان العملي لمادة أمراض الحيوان، حتى وصل إلى السنة النهائية، ليتوسط له أصدقاؤه لدى أستاذ المادة، قائلين: المسكين أصيب بعقدة نفسية، ولا يمكنه التخرج إلا إذا نجح في هذا الامتحان "المزمن". وتوسلوا للأستاذ أن يأتي له بمرض سهل التشخيص.استجاب الأستاذ طيب القلب للوساطة والتوسلات، وجاء للطالب ببقرة مريضة بالجرب، وهل هناك أسهل من هذا: حيوان كبير الحجم، ومرض يتم تشخيصه بمجرد النظر؟ وفي يوم الامتحان جلس الأصدقاء من الكليتين على الجدار الفاصل بينهما، كأنهم مشجعون في مباراة لكرة القدم، وسأل الأستاذ الطالب عن مرض البقرة، ليفاجأ بقوله إنه في حاجة لاستخدام ميزان حرارة، فقال الأستاذ: لا داعي له، وهتف الأصدقاء بأعلى صوت: "البقرة جربانة"! لكن الطالب (الغارق في ذهوله) لم يلتفت إليهم وعاد يطلب قياس النبض، وعد التنفس.. إلخ، والأستاذ يؤكد أن لا داعي، والأصدقاء يهتفون "البقرة جربانة"! وأخيرا أنهى الأستاذ المهزلة (وربما المأساة) حين قال للطالب: ألا ترى أن البقرة جربانة؟ فرد عليه: نعم. قال له: ناجح!وفي كتابه "شخصية مصر" يصارحنا د. جمال حمدان بأن حكام مصر الطغاة هم علتها الأصلية. ومع تشخيصه لهذه الحالة، فإننا لم نسمعها برغم وضوحها، مفضلين الانصراف إلى "غباوة" البحث عن ميزان حرارة، و "بلاهة" قياس النبض، و "أكاذيب" المدافعين عن الطغاة!