12 سبتمبر 2025
تسجيلفي العراق اليوم.. تتشابك كل الخطوط، وتتلاحم كل التيارات، ويتصاعد الغبار الكثيف لمعارك داخلية طائفية وإثنية وعشائرية مختلفة من أجل رسم صورة وضع جديد وخارطة جديدة لمستقبل العراق التائه بين مناورات وألعاب القوى السياسية الفاشلة التي أردته مورد الهلاك والتردي والضياع! لقد كانت السيطرة الكردية المدعومة بغطاء جوي أمريكي كثيف على قضاء سنجار التابع أصلا لمحافظة نينوى بعد استعادته من قبضة تنظيم الدولة، وإلحاقه بإقليم كردستان!! إشارة واضحة لمتغيرات صادمة عديدة باتت أطراف الصراع الداخلي العراقي تتسابق للوصول لحافاتها، وتطبيق أجنداتها!، فالمعركة في سنجار لم تطل كثيرا مثلما هو شأن المعارك الأخرى كمعركة تكريت أو بيجي!، بل كان كل شيء خاطفا وسريعا وبأيادي كردية خالصة على الأرض وأمريكية في الجو ليحسم الأمر ويضم القضاء بعد تحويله لمحافظة لإقليم أو في الواقع لدولة كردستان الجنوبية في ظل حالة الانهيار السلطوي في بغداد!!، وقد ترافق هذا الوضع مع ما شهده قضاء الطوزخورماتو التابع أصلا لمحافظة كركوك المتنازع عليها بشراسة بين أطراف السلطة والصراع في العراق؟، وحيث شهد ذلك القضاء معارك طاحنة ودموية شرسة بين الجيش الكردي والجيش الشيعي!! في أول إنفصام واضح وصريح لتحالف طويل بين الطرفين تقاسما على أثره السلطة في العراق!، ولكن في أجواء التفكيك وإعادة رسم الخرائط والحدود أضحى التحالف أثرا من الماضي، فالحشد الشعبي وبقيادة العصائب وكتائب حزب الله لم يرضها أبداً إنفراد الأكراد باستعادة سنجار! فارتفعت رايات وصيحات الثأر والنخوة وهي تدعو لتحرير سنجار من البيشمركة الكردية! مما يعني بأن معارك (الطوز) الشرسة هي البداية الواضحة لمعارك مستقبلية قريبة بين الطرف الكردي والأطراف الطائفية العراقية المدعومة من طهران والمنضوية تحت لواء حرسها الثوري!، أي أن الحكومة الكردية لن تنعم طويلا بإنتصاراتها وتقدمها الميداني!، فالصراع حول النقطة الأهم في الصراع وهو مصير مدينة الموصل عبر محاولات طرد تنظيم الدولة منها وإستعادتها للدولة العراقية ستصطدم حتما بمعارك كردية/شيعية لرسم الحدود النهائية للدولة الكردية في العراق! وهي مهمة يبدو أن أطراف غربية عديدة باتت تتحرك سريعا للانتهاء من هذا الملف وحسمه ضمن المشروع قيد التحقيق وهو (نهاية العراق) وتقسيمه! كما أعلن عن ذلك بوضوح أكثر من جهاز مخابرات غربي!، كما تؤكده التحركات الميدانية على جبهات الصراع الداخلي العراقية المحتدمة، ففي مدن شمال بغداد وتحديدا تكريت وبيجي تجري اليوم فصول مؤلمة لمحاولات تغيير ديموغرافي وطائفي عبر قيام عصابات الحشد الشيعية بممارسات طائفية بغيضة تستهدف أهل السنة وتحاول تشييع المنطقة بشكل فظ وبما يخالف أسس السلام الأهلي وثوابت الانتماء الوطني العراقي الجامع المانع!، لقد تم إطلاق يد الميليشيات الطائفية السائبة لتمارس همجيتها في زرع الفتنة وإذلال الناس، واستخدام الشعارات الطائفية للتنفيس عن أحقاد نفسية مريضة وبما سينعكس سلبا وبشكل مؤثر على الأمن والإستقرار ويرسم آفاقا مرعبة لصراعات دموية فظة لن تطفأ شراراتها الملتهبة بسهولة وستمتد بكل تأكيد لخارج الحدود العراقية!!، الدولة العراقية عاجزة بالكامل، والبرلمان مغيب ويبحث عن إمتيازات أعضائه فقط وهو خارج سياق الصراع!، والعصابات والميليشيات الطائفية الإرهابية والوقحة هي التي تتحكم بإدارة أوراق ملفات الصراع الداخلي! كل المؤشرات والإرهاصات تنبأ عن تدهور واضمحلال الوضع العراقي نحو نهايات مؤسفة، فحكومة العبادي تغرق حتى الثمالة في الفشل المريع، والميليشيات ذات المرجعية الإيرانية أضحت هي من تقرر التحرك العسكري وهي التي ترسم الحدود وتقيم المواقف وتخطط للتحركات، فيما البيشمركه الكردية باتت ترسم بالدم الحدود الواضحة للدولة الكردية تمهيدا للانفصال القريب..؟ في ظل حكومة الطوائف والتحاصص وإدارة الفشل يبدو واضحا بجلاء من أن الطريق بات اليوم معبدا بالكامل... لنهاية العراق!!. إنهم يحفرون المواقع والحدود والقبور أيضا!!...