14 سبتمبر 2025
تسجيللا يملك أي محب للعلم والمعرفه إلا أن يقف إعجابا وإجلالا وتقديرا وفخرا أمام ما قدمته للبشرية جمعاء صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله ورعاها رئيس مجلس ادارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع من خلال إطلاقها مبادرة "علّم طفلا" وهي مبادرة عالمية تستهدف خفض عدد الأطفال المحرومين من التعليم الأساسي في مختلف أنحاء العالم. هذه المبادرة التي أعلنتها صاحبة السمو في إطار مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" الذي استضافته قطر الأيام الماضية في حضور مئات الشخصيات المرموقة من أصحاب القرار وقادة الفكر والممارسين وأصحاب المصلحة في التعليم من قطاعات متعددة في أكثر من 100 دولة الى جانب عدد من الشركاء الاستراتيجيين لهذه المبادرة العالمية. وكما يؤكد الخبراء ستؤدي هذه المبادرة الى إحراز تقدم حقيقي نحو تحقيق هدف توفير تعليمٍ ابتدائي عالي الجودة لكل أطفال العالم، فمع وجود 61 مليون طفل في جميع أنحاء العالم لا يزالون محرومين من حقهم الأساسي في التعليم، تدخل مبادرة عَلِّم طفلاً (EAC) في شراكة مع المنظمات ذات الخبرة الرائدة في العالم لتوفير تعليمٍ عالي الجودة للأطفال المتضررين من الفقر المدقع أو النزاعات والحروب أو الكوارث الطبيعية أو التمييز، أو أي من العوامل الأخرى التي تجعل من الصعب وصول التعليم إليهم بالوسائل التقليدية. وهنا أتوقف أمام ما قالته صاحبه السمو حفظها الله ورعاها حيث أكدت أن "علّم طفلا" ستعيد تفعيل التزام العالم بمساعدة الأطفال الذين يصعب الوصول إليهم". وان "مهمتنا تكمن في تحويل الأنظار مجدداً إلى الأطفال المحرومين الذين قد يصبحون في الغد راشدين واثقين من أنفسهم وموهوبين إذا أعطيناهم الفرصة فقط". وأن هناك ملايين الأطفال الذين سلبوا حقهم في الوصول إلى تعليم نوعي في قرى دمرتها الحروب في جنوب السودان أو في مخيمات اللاجئين المكتظة في كمبوديا أو في السهول الفيضية في بنغلاديش أو في مجتمعات معزولة أو مهمشة في كينيا. وكما علمت ان المبادرة استطاعت خلال ستة أشهر فقط الوصول إلى 500 ألف طفل من خلال العمل على أكثر من 25 مشروعا في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. ولكى نُعرف القارئ ما تقدمه المبادرة العظيمة فإنها تقدم المدارس منخفضة التكلفة ذات الصف الواحد فى عشوائيات الأحياء الفقيرة في الهند والمدارس العائمة على قوارب في المناطق التي مزقتها الفيضانات فى بنغلاديش وخدمة المجتمعات المحلية التقليدية مثل الماساي فى كينيا، حيث غالبا ما تنقطع المسيرة التعليمية للفتيات بسبب أحداث معينة مثل الزواج المبكر. وأنا أحاول تبسيط العرض للمبادرة العظيمة التي يمتد تاثيرها على أجيال قادمة ربما يكون للكثيرين منهم مستقبل مشرق بعد أن حرموا من نور العلم. وحتى نكون واقعيين ربما لا تكفي مبادرة واحدة لهزيمة الجهل والتخلف وحل مشكلة الملايين من الأطفال، وما تقدمه المبادرة من حلول لا يكمن فقط في إعادة أو إدخال أطفال إلى المدارس وإنما هي ناقوس يدق بقوة في أرجاء المعمورة منبها إلى هذا الكم الهائل والى هذا العدد الكبير من الأطفال المحرومين حول العالم". ولاشك أن المبادرة لن تنجح إلا بتعاون المنظمات الدولية المعنية مثل اليونسكو والدول التى توجه اليها تلك المبادرات حيث ان دولا كثيره تعيش واقعا مأساويا من ناحية وجود أعداد كبيرة من الأطفال المحرومين من التعليم. وأخيرا انني كواحدة ممن يعملن فى حقل التعليم منذ سنوات طويلة أقف إجلالا واحتراما لهذه السيدة العظيمة، لأنني أدرك تماما مدى أهمية وقيمة تلك المبادرة الانسانية التي تعلي من شأن العلم والوصول به الى أصعب وأقصى المناطق الوعرة والنائية والفقيرة وهنا أتذكر قول عميد الأدب العربي الراحل الدكتور طه حسين حينما قال: التعليم كالماء والهواء وهذا ما تحققه المبادرة فهو حق لكل طفل مهما كان لونه أو عرقه فتحية لقطر حكومة وشعبا وهنيئا لهم بصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وألف تحية وتقدير لسموها حفظها الله ولكل من سيساعد في تحقيق تلك المبادرة التي سيخلدها التاريخ بأحرف من نور وسلامتكم.