02 أكتوبر 2025

تسجيل

(مجبوس دياي)

18 أكتوبر 2021

تداول بعض المغردين على تويتر إعلاناً وظيفياً يبحث عن مختصين، لترجمة الكتاب المقدس إلى بعض اللهجات الخليجية. أول ما قد يتبادر إلى الذهن عند قراءة إعلان كهذا من يفكر بترجمة الكتاب المقدس إلى لهجات خليجية وهو منشور بترجمات رسمية بالفصحى تقرّها الكنائس في المنطقة العربية ومتاحة للجميع؟. من الذي فكّر بتوظيف مترجمين لإعادة ترجمة الأناجيل الآن، مع العلم أن عملية ترجمتها من اليونانية القديمة والآرامية تستغرق سنوات وتتطلب جهداً هائلاً من علماء لاهوت ولغويين؟. من الجمهور المستهدف بهذه الترجمة إن كانت أعداد المسيحيين الخليجيين تكاد تكون معدومة ؟ بعد البحث عن فكرة الاعلان تبين انها مشروع إنتاج محتوى أمريكي شهير، اسمه "مشروع الكتاب المقدس". المشروع هو "استوديو انتاج فني لا يسعى لتحقيق الربح، متخصص في إنتاج الرسوم المتحركة، يتولى إنتاج مقاطع فيديو قصيرة تعتمد بالكامل على الرسوم المتحركة، وتهدف إلى تقديم قصة الكتاب المقدس كي تكون في متناول الجميع وفي كل مكان. كما هو معروف الكتاب المقدس هو أسفار العهد القديم، والأناجيل الأربعة المعتمدة لسرد حياة السيد المسيح. يقول مايكل ماكدونالد، المسؤول عن العلاقات الاستراتيجية والنشاط العالمي في المشروع إن ترجمة المحتوى إلى اللهجات الخليجية سيكون تحدياً مهماً لهم. ويضيف في بعض البلدان قد تكون بعض الكلمات مستفزة بسبب خصوصيات ثقافية، مثلاً عند إنتاج فيديو خاص بجنوب أفريقيا، كان علينا استبدال طعام آخر عن صورة البيتزا التي ترد في أحد الفيديوهات، لأن البيتزا ليست من الأطعمة المفضلة في جنوب أفريقيا. لنقل المحتوى إلى اللغة العربية، يتعاون "مشروع الكتاب المقدس" مع إحدى الشركات المصرية للإنتاج، والتي تولت النقل إلى الفصحى، وإلى اللهجة المصرية، وتعمل حالياً على اللهجة اللبنانية، وبدأت بوضع مخططات أولية للهجة الخليجية. يتيح اتفاقًا مع مشروع الكتاب المقدس إجراء بعض التعديلات على الرسوم، مثلاً رسم آدم وحواء بما يتناسب مع ثقافة المشاهد العربي. فقد لا يتمكن من رؤية مشاهد غير لائقة والعياذ بالله لآدم وحواء في الفيديو العربي الفصيح، ولكنه سيرى رسماً لهما كما خلقهما ربهما في الفيديو الإنكليزي الأصلي. للأسف بعض الممثلين الذين يسجلون هذه الحلقات مسلمون. بعد نحو ستة أشهر، سيجهز الفيديو الأول بلهجة خليجية. في اعتقادي هذا منهج جديد سيغزو اسواقنا إن لم نتصد له من الآن فلن نستطيع ان نمنع ابناءنا من مشاهدة تلك الفيديوهات المترجمة بلهجتهم المحلية. وقد نسمع قصصاً من الإنجيل باللهجة النجدية أو الكويتية أو القطرية وقد يتم ذكر نص من الكتاب المقدس لأحد الأنبياء يتحدث عن الطعام ويقول: "عندكم مجبوس دياي"؟. المصدر: تقرير سناء الخوري مراسلة الشؤون الدينية - بي بي سي نيوز عربي