14 سبتمبر 2025
تسجيلتُرى هل تطمئن القلوب بكثرة المال؟ ام بالصحة الجيدة؟ ام بالمنصب والجاه والسلطان ؟ ام بماذا ؟ نعم الصحة والمال وغيرهما امور مطلوبة بدرجة معينة لكي نحيا حياة طيبة ولكن لماذا تكثر الأمراض النفسية والاضطرابات الأخلاقية وتعظم نسبة الانتحار في البلاد الغربية والشيوعية والتي تتسم بارتفاع معدل دخل الفرد؟ ولماذا قد نرى إنساناً فقيرا (وربما يعاني من بعض الأمراض وليس لديه منصب يعتز به او جاه يفخر به على اقرانه) – ومع ذلك راضي النفس منشرح الصدر مطمئن القلب ؟ إن الاجابة على مثل تلك الاسئلة تكمن في شيء واحد غير مادي، شيء يرتبط بالقلب انه ذكر الله تعالى ألم يقل سبحانه في كتابه العزيز «الذين آمنوا وتطمئن قُلوُبُهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب» ( 28 / الرعد ) . قال ابن كثير والطبري: أي: تطيب وتركن إلى جانب الله، وتسكن قلوبهم عند ذكره وتستأنس، وترضى به مولى ونصيراً . (تفسير ابن كثير والطبري موقع المسلم) . وكلما أعملت جوارحك وأنت تذكر الله تعالى كلما استشعر قلبك الراحة والسكينة والسعادة فعندما تقول «سبحان الله». تذكر منظر البحار وكائناتها العجيبة والحدائق بأشجارها وزهورها الجميلة وكل ما أبدع الخالق سبحانه في هذا الكون تتفكر فيه وكأنك تراه أو تسمعه أو تلمسه. وعندما تقول «الله أكبر» تستشعر معنى أن الله تعالى أكبر من الأرض والسماء وكل مخلوقاته، الله أكبر من كل مشاكلك وهمومك وأحزانك. وعندما تردد «الحمدلله» تذكر كل نعم الله تعالى عليك من صحة وطعام ومسكن واسرة طيبة. عندما تذكر الله تعالى وتستشعر بكل كيانك انه معك فعندها وعندها فقط لن تخاف من شيء ولن تقلق على شيء مهما عَظُم . وكما قال تعالى: «ألا إن أولياء اللهِ لاخوفٌ عليهم ولاهُم يحزنون» ( 62 / يونس). اللهم اجعلنا من أوليائك الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون.. آمين يارب العالمين .