15 سبتمبر 2025
تسجيل* ومن الشعراء الذين ذاقوا مرارة السجن الشاعر محمد حسن أبو المحاسن (1876-1926م)، الذي قال وهو في السجن:أَنَا والنَّجمُ كِلانا ساهِرُغيرَ أَنِّي مُفردٌ بالشَّجَنِلا أبُالي والمَعالي غايتيوَصْل أَشجاني وهَجْر الوَسَنِفي سَبيلِ المَجدِ مِنَّا أَنفُسٌرَخَصَتْ وهي غَوَالي الثَّمَنِنَحنُ لِلعَلياءِ والعَليا لَنَالَوْ أَقالَتنا صُروفُ الزَّمَنِعُرِفَ المَعروفُ والعَدْلُ بِنَاولَنَا تَأْسيسُ تلكَ السُّنَنِ * وقال وهو في السجن أيضًا هذه القصيدة التي منها:أُنَاجِزُ جَيشَ الخَطْب والخَطْبُ فادِحُيُكافحني طَوراً وطَوراً أُكافِحُإذا كَلَّ عَزْمُ القَومِ أَوْ طاشَ حلمهمفَعزميَ مَسنُونٌ وحِلميَ رَاجِحُفَيَثْبتُ قَلبي والقُلوبُ مَرُوْعَةٌويُشْرِقُ وَجْهي والوَجُوهُ كَوَالحُوقد نَصَحوا لي بالخُضُوعِ إلى العِدَىوما كُلُّ من يَهدي لَكَ النَّصْحَ نَاصِحُفقلتُ مَعَاذَ اللهِ أَنْ يَسْتَذِلَّنيعَدُوٌّ، فَغَيري لِلدَّنيةِ جَانحُ* وهذا الداعية الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي لم يسلم هو الآخر من دخول السجن عام 1955م، وقال يصف لنا السجن الحربي وما يلاقي فيه السجناء من محنة وتعذيب في قصيدته النونية الشهيرة:ثَارَ القَريضُ بخاطري فَدَعُونيأُفْضي لكم بِفَجَائِعي وشُجُونيفالشِّعرُ دَمعي حين يَعصرني الأَسَىوالشِّعرُ عُودي يَومَ عَزْف لُحونيكَم قالَ صَحْبي أَينَ غُرُّ قَصَائدٍتُشْجي القُلوبَ بِلَحْنِها المَحْزُونِوَتُخَلِّد الذِّكرى الأَليمة لِلوَرَىتُتْلَى على الأَجيالِ بعد قُرونِواليوم عاوَدَني المَلاكُ فَهَزَّنيطَرَباً إلى الإِنْشَادِ والتَّلحِينِأُلْهِمتها عَصْمَاء تَنْبُعُ من دَميوَيَمُدُّها قَلبي وماءُ عُيونينُونيَّة والنُّون تَحلُو في فَميأَبداً فَكُدتُ يُقالُ لي ذُو النُّونِصَوَّرْتُ فيها ما استَطَعتُ بِرِيشَتيوتَركتُ للأَيامِ ما يُعيينييا سائلي عن قِصَّتي، اسْمع إنهاقصص من الأَهوالِ ذَات شُجونِأَمْسِكْ بِقَلبكَ أَنْ يطير مُفزعاًوتَوَلَّ عن دُنياكَ حتى حِينِفالهولُ عاتٍ والحقائقُ مُرَّةتَسْمُو على التَّصويرِ والتَّبيينِومن أراد الاطلاع على هذه القصيدة كاملة فليرجع إلى ديوان الدكتور يوسف القرضاوي (نفحات ولفحات) جمع وتحقيق الأستاذ حسني أدهم جرار.