19 سبتمبر 2025

تسجيل

أعياد

18 أكتوبر 2013

التغيير سنة الكون وناموس الحياة، الذي يفرض قانونه الملزم على كل الكائنات الحية وغير الحية، لكن الحنين لتفاصيل كانت جزءا أصيلاً من حياتنا يبقى شاخصا في النفس، يبحث عن فرصة ليطل برأسه محولاً الواقع الى بستان ورود. الأعياد الكثيرة التي مرت في حياة أي منا لكل منها طعمها الخاص وناسها ومكانها، لكن تبقى الأعياد الأجمل أعياد الطفولة بما تحمله من قدرة حقيقية على الفرح والحبور. فأعياد الطفولة لدى أي منا تعني الفرحة الأولى بالملابس الجديدة والعيدية والوجوه الباسمة لأعزاء كانوا يملؤون حياتنا، لكنهم بمرور السنين أصبحوا ذكرى نشتاق لها ولا نراها، عيد الطفولة يعني الفرحة الأولى (بالكشته) للمنتزه أو حديقة الحيوانات في أحسن الأحوال التي كانت زيارتها تحمل متعة ما بعدها متعة.. تفاصيل العيد في الماضي كانت تعني تجمع الأهل والأحبة في البيت العود (الكبير )، وتبادل الأحاديث السارة وتناول الغداء معاً، ليدور بعدها المدخن على الحضور ناثراً دخانه العطر. وفي مساءات العيد يجتمع أفراد القبيلة أو الفريج في الاحتفال برقص العرضة، لتحمل أصوات الطبول والغناء احساس لا يضاهى بالسرور، وقد تجتمع الفتيات لرقص المراداة، تتباهى كل منهن برشاقتها ومهارتها، محولةً الفضاء حولها الى هالة من سعادة. وبينما أخلت هذه التفاصيل الأصيلة مكانها الآن لسفرات لمناطق بعيدة من العالم حيث لا يرى المرء إلا وجوهاً غريبة وتفاصيل جديدة. العيد في زماننا هذا الآن أختزل لدى الكثير الى صور واتساب أو رسائل على الموبايل تحمل كلمات جاهزة وفي أحسن الأحوال مكالمة تليفونية.