12 سبتمبر 2025

تسجيل

فعالية مركز مكافحة الإرهاب

18 سبتمبر 2014

مع تكوين تحالف دولي لمواجهة إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية تتعزز الحاجة إلى فعالية المركز الدولي للإرهاب الذي دعت المملكة العربية السعودية لإنشائه، باعتباره مؤسسة علمية منظمة تستهدف تقصّي الإرهاب في جميع تفاصيله الخاصة بعمليات التجنيد والاستقطاب عبر الوسائل التقليدية أو التقنية الحديثة من خلال الشبكات الاجتماعية، أو من خلال مصادر التمويل وتعقب الأموال التي تغذّي الفكر الإرهابي وحركة الجماعات المتطرفة في أي موقع بالعالم.مثل هذا التحالف قد يقدم حلولا أمنية وعسكرية ذات فعالية ظرفية تقضي على بؤر إرهابية هنا أوهناك ولكنها تبقي على الفكرة الإرهابية كامنة لدى الكثيرين الذي تستهويهم مثل تلك السلوكيات العدائية المتطرفة، وهنا يأتي دور المركز والعمل المنظم الذي يعالج المسألة من جذورها ويضع استراتيجيات طويلة المدى لمكافحة الإرهاب.خلال الأعوام الماضية أكد التطرف حيوية رغم المتاعب التي تعرض لها في كثير من المواقع من خلال عمليات أمنية وعسكرية قوية استهدفت بنيته العسكرية والبشرية ولكن ما فتئت الجماعات المتطرفة تظهر كل فترة وأخرى، وذلك ليس بالضرورة فشلا حاسما في المكافحة، ولكن يتأكد أن الحل العسكري وحده ليس كافيا، وبالتالي لا بد من تضافر الجهود الدولية من أجل عمل مشترك يستمر ولا يتوقف عند عمليات عسكرية تقليدية وروتينية.ولكي يتم شمول كاف في المواجهة لا بد من استيعاب كثير من المتغيرات على الأرض، أولها وجود إرادة حاسمة لدى جميع الأطراف في المواجهة، بحيث لا يرمي طرف بثقله مع تقاعس أطراف أخرى، ثم إنه من الضروري أن يتم استيعاب المكونات العقدية في المواجهة، بحيث تشمل الأطياف الدينية كافة لأنه في كل مذهب أو عقيدة هناك متطرفون ومواجهتهم لا تقتصر على طائفة دون الأخرى، وثالث ذلك حصول وحدات المكافحة العسكرية والأمنية على تدريبات قتالية عالية ودعم مستمر وإمكانية الملاحقة في أي موقع تتم فيها عمليات المطاردة، أي يكون لتلك القوى الدولية مرونة في التعامل مع أوضاع ميدانية قابلة للتمدد وتحتاج إلى تسهيلات تلقائية من أي دولة يمكن أن يتسلل إليه الإرهابيون.وجود المركز الدولي لمكافحة الإرهاب أمر ضروري لإنجاح أي ترتيبات عسكرية وأمنية لمكافحة الإرهاب وتعقبه في أي مكان في العالم، ولذلك من المهم أن يتم تفعيله واكتسابه العمق الأممي حتى يصبح معنيا تماما بالقضاء على كل أشكال الإرهاب حاضرا ومستقبلا.