17 سبتمبر 2025
تسجيلكان رئيس النظام العراقي السابق والراحل يعلن وبإصرار عجيب (عاشت فلسطين حرة عربية) بينما كانت قواته تتجه جنوبا صوب الكويت لتحتلها وتضمها وتلغيها من خارطة الوجود، ليدخل الجيش العراقي بسبب تلك الحماقة في معركة دولية غير متكافئة أدت لتدميره بالكامل ومن ثم تسهيل احتلال وتدمير العراق عام 2003، وهو احتلال أنهى العراق كدولة موحدة وحوله لطوائف وملل ونحل، وكانت فلسطين هي الضحية فطريق تحريرها بطبيعة الحال لا يمر من الكويت!، ونفس اسم فلسطين حوله النظام الاستخباري السوري لفرع من فروع المخابرات السورية المتعددة الأسماء والأرقام، وظل اسم فلسطين مجرد عنوان تمويهي لأنظمة الفشل والهزيمة والعار، واليوم وبعد دخول النظام السوري في مسلسل الاستسلام التام لقدره وبدء مرحلة التفتيش الدولي المهينة بكل ما تحمله من مناورات وعمليات التفاف وكر وفر، يعلن النظام السوري عن استسلامه وتقديم كل ما بحوزته من ترسانة كيمياوية لتدميرها بالكامل والتي سيتبعها بكل تأكيد تدمير لمخزوناته البيولوجية، وقبلها تكفلت إسرائيل بتدمير المشروع النووي السوري السري في عين الصاحب وفي الأطراف الشمالية الشرقية لسوريا، وبذلك يكون النظام عاريا حتى من ورقة التوت ويتحول لمجرد خرقة بالية لا قيمة لها أي مجرد هيكل سلطوي قائم ومجرد حتى من أسلحته الإستراتيجية العظمى وهي الخديعة والكذب والتدجيل من خلال حكايات وأحاجي وفوازير الصمود والتصدي والممانعة وأخيرا التوازن الاستراتيجي الذي فقده بشكل مريع وبعد أن اختل بالكامل، أي أن النظام لم يعد لديه ما يتمضض به سوى الاستمرار في قتل الشعب السوري والانتقام منه وتسليط بقايا أجهزته المخابراتية عليه، فعمليات التفتيش الدولية غير معنيا بها الشعب وقواه الحرة، كما أن مسؤولية وحماية فرق التفتيش هو أمر يتحمل مسؤوليته النظام فقط لا غير، فثوار الشام غير معنيين أساسا بكل أصول اللعبة الدولية الخبيثة لتشليح النظام وترك بقاياه تمعن في إذلال السوريين وقتلهم وتدمير حواضرهم وتشتيت قواهم، إن المجتمع الدولي قد انحرف انحرافا خطيرا من هدف معاقبة النظام على جرائمه المستمرة فصولا لهدف تجريده من أسلحته فقط لاغير وتركه بعد ذلك لمصيره ومن ثم التغاضي المؤذي عن جميع جرائمه وكأن كل ما يشغل بال المجتمع الدولي المنافق هو ترسانة السلاح ولا يهمهم بعد ذلك كيفية استعماله ومن استعمله وماذا فعل به من مصائب سابقة!! رغم أن جريمة إبادة الجنس البشري لا يسقطها التقادم ولا تتأثر بأي عفو عن النظام من جهة معينة، لقد أسقط النظام السوري كل أوراقه التفاوضية وتخلى عن جميع خياراته الكارثية التي كان يهدد بها العالم أجمع كما هدد وأعلن أكثر من مرة، وهو يعلم علم اليقين بأنه بمجرد بدء الضربة الدولية سينهار جيشه منذ اللحظات الأولى وستكون الكارثة الكبرى عليه حين يتحرك الجيش السوري الحر ليقتص من النظام ورأسه ورموزه وهو ما سيحصل في نهاية المطاف، فتنازلات أوباما وتردده بل وعجزه الفاضح لا يلزم أحرار سوريا بأي موقف أو التزام، والنظام حينما استسلم وسلم كل شيء فإنه قد وقع على بيان نهايته وسقوطه بالكامل، ولم تعد تفصلنا عن النهاية سوى برهة تاريخية محددة ومحصورة وستكون النهاية مفاجئة بالمطلق للعالم أجمع، لم يعد لدى النظام ما يقدمه من جردة حساب للسوريين سوى أكوام الجثث وسوى المآسي والتشريد وهو لا يهمه في سبيل استمرار سلطته المنخورة أن تقسم سوريا لكانتونات طائفية وعشائرية مريضة ليبقى هو متحكما ولو على عرش خالي من أي قيمة وتحميه عصابات شبيحية، لابديل عن خيار إنهاء النظام ومحاكمة قادته على المستويين الوطني والقومي ولا نتحدث عن الدولي، فعلى المستوى الوطني فقد دمر النظام كل عناصر الوحدة الوطنية ولعب بتيارات الطائفية الصاعقة وكرس سياسة حقد وعداء بين مكونات الشعب السوري الواحد، أما على المستوى القومي فلابد من محاكمة النظام على سنوات الخديعة والدجل والشعارات الكاذبة حول الصمود والتصدي والممانعة ثم يبدأ الهروب الكبير وتسليم كل شيء عند أول تهديد وهو ما يعرفه العالم أجمع عن ذلك النظام المتفرعن على شعبه الجبان أمام الدول الكواسر، وجميعنا يتذكر كيف هرب الأب حافظ أسد أمام تهديدات الجيش التركي عام 1998 بسبب نشاطات حزب العمال الكردي واضطر لتسليم عبد الله أوجلان للأتراك بعد أن أبعده وتركه عاريا يهيم على وجهه في شوارع كينيا!! في تصرف جبان يفتقد للفروسية!! النظام السوري جبان حتى الثمالة!، وهو بهذه المواصفات يرسم نهايته القريبة والحتمية.! ولا عزاء للمتخاذلين وبائعي الشرف الوطني والقومي في سوق النخاسة الدولية..؟