13 سبتمبر 2025

تسجيل

فسد يفسد فساداً

18 سبتمبر 2012

أنا المسؤول.. عن ما أقول.. عن النماء وعن الذبول.. عن حرق أمتار وألف.. من الأفكار.. ومن الحقول.. الفساد في اللغة هو البطلان، ضد الصلح، فيُقال: فسد الشيء أي بطل، يقول الله تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس..) صدق الله العظيم. لكن ماذا لو ظهر الفساد في الإدارة، لنُبصر بقلوبنا المعنى الحقيقي والبشع لما يسمى "بالفساد الإداري"؟. ماذا لو استشعرناه وقد اتسعت دائرته فأصبح يشمل نحر الإبداع بسكين المزاجية..؟ لعلي أتساءل كغيري، ما بال الأحلام تموت في مهدها..؟ إن طاقات من الإبداع تمر كل يوم من شارع يضم المؤسسات التعليمية الضخمة، يستصرخون كفوفاً تحتويهم، ولكن صمّت آذان الجدران عن السمع، فماتت في الدروب الأصوات.. أن يبتكر أحدهم فكرة خلاّقة "كبرنامج حواري أدبي إذاعي" ثم يرسم الهيكلة بإتقان فيتم قبوله في البداية، وبكل جدٍ ينتقي الضيوف بدقة، ويرتب أموره مع أهل اللغة والتخصص، حتى إذا قارب البرنامج بثه، يتم رفضه لأسباب لم يُفصح عنها بعد، فيذهب جهد عام كامل هباءً منثورا..! أن يكتب أحدهم فيلماً قصيراً أشاد بفكرته أهل التخصص من الدراما من الدول العربية، ثم يتم تقديمه للجان المختصة، على أمل أن يبزغ الوطن في جميع المجالات، ولكن يؤجله إلى أجل غير مسمى من هو قائم على تلك الإدارة، لأسبابٍ لا تليق أن يقبلها العقل الكامل، ثم إنهم يتبجحون في وسائل الإعلام أو التويتر بأنهم حلفاء النجاح..! وأنهم يشجعون الإبداع الوطني، وكأنهم التناقض الذي يمشي في الطريق يرفع كفه للمارة يحييهم. إنني أتساءل هنا، أين الجهة التي تتبنى الإبداع دون الإذلال..؟ دون المحاباة..؟ دون أن يُصعق أحدهم بأن يُلغى كل عمله، ولا يتم تقدير جهده ووقته..؟ كل ذلك ضد الصلح، أي أن كل ذلك فساد.. أدرك أن ذلك يحدث غالباً، إذا كان المدير ليس كفئا للحيّز الذي يشغله، كأن يعاني من نقص الكفاءة في التعليم، فلا يكون حاصلا حتى على الشهادة الجامعية. أو قد يكون نقص الكفاءة المهنية، أي أنه ليس الشخص المناسب لمسؤوليته وتنظيمه ونظامه وحسن تصرفه وتقديره لكل الأمور المواجهة له. أو نقص الكفاءة في الأخلاق، وهو الأدهى والأنكى، أو بالأحرى هو نقطة الشرر، بجميع ما يحتويه من كِبر، وتجاهل الجمهور، والتهرب من الوعود أو حتى نقضها.. يا وطني.. الأرض تعج بالمبدعين، ولكن المسؤول الذي اقترن بالـ "لا"، مقتهم فأبعدهم بقصد الإبادة.. يا وطني.. نحن نرى أننا تحت القائد الكفء "حمد"، والسيدة الرائدة "موزا"، منهم تعلمنا أن الإنسان بعمله وجهده وعلمه يُثبت نفسه وفكره ووطنه، يسيّر الركب حيث التطور والإبداع والابتكار، فماذا لو حذا أهل الإدارة حذوهم.. يا وطني إن أولئك القوم المُفسدين في إداراتهم، لسان حالهم يقول: أنا المسؤول ولا عزاء.. للناجحين.. للعقل والحلم الثمين.. أبلّغ من يخرج مني.. لا لا ولا.. لا للتمني.. أنا ولا غيري سيصعد.. وراء بابي كم سجين..