12 سبتمبر 2025
تسجيلمجرد ذكريات لا اقصد من ورائها رد اي اعتبار، ذكريات لا اعلم كيف كنتُ اعيشها، ولماذا لم افهم معنى الحياة جيداً، بين فترة واخرى اعطي لنفسي ساعة استجمام، كي اعيد ذكريات ترسخت في ملف حياتي. كان لدي مصروف بسيط يومياً، كنتُ (اقصر) على نفسي ولا اريد ان اتمتع كباقي الاطفال، منذ ان كان عمري الثانية عشرة تقريباً وانا استمع للاغاني الماجنة، كان لدي دولاب كبير مخصص للاشرطة، وكنت قد خصصت دفتراً لكل من يستعير مني شريط، كم كنتُ مهتمة بذلك الامر لدرجة انني كنت شهرياً اخصص يوماً لترتيب الدولاب، وما ان بلغت العشرين حتى اصبحت اتفنن في دمج الاغاني، وعمل المقاطع والمنوعات، بل واحفظها وادندن بها ليل نهار، يالله كم كنتُ تافهة في تلك الفترة، والاردى من ذلك ان والدي كان لا يرفض لي اي طلب، لدرجة انني كنتُ اكتب له ما اريد من الاشرطة، وحبه لي جعله يستجيب لطلبي دون ان يقول (لا)، اطال الله بعمرك يا والدي ليتك صفعتني كي اعلم انني على خطأ. وفي يوم من الايام، احضر والدي بعض الكتيبات الدينية وكأنها كانت طريقة غير مباشرة كي افهم ان الدنيا تزول، وما ان بدأت أتأثر بما اقراه حتى جاء بفضل الله تعالى ذلك اليوم الذي جلست امام الدولاب كي ارى ذنوبي كثيرة، بكل حرف وبكل اغنية يغنيها الماجن سأشاركه الذنب، اخذت تلك الاشرطة ورميتها وتخلصت منها، فلله الحمد كانت لدي عزيمة قوية، احترق قلبي ان مصروفي البسيط كان يذهب لتشجيع المغني، احترق قلبي ان والدي يعمل ليل نهار ليوفر لي ما احتاجه وانا اقوم بتضييع جهده على الاغاني السخيفة، حتى في صلاتي كان الشيطان يذكرني ببعض المقاطع، كم كنتُ لا ابالي، خجلتُ من ربي اذ انه انعم عليّ وانا لا احافظ على النعمة، هناك من يموت جوعاً وانا (اتسلى)، اللهم رحمتك وسعت كل شيء فارحمنا. هذه ذكريات بسيطة تذكرتها فاحببت ان اكتبها لكل من يقرأ سطوري. وكم اخجل من ربي حينما اتذكر انني بعد كل صلاة اجلس امام الاشرطة وارتبها (اللهم اغفر لي ما قد كان مني). نصيحة: ارجو من الجميع عدم تضيع الوقت فيما لا ينفع فوالله سيأتي ذلك اليوم الذي سنحاسب على وقتنا وفي ما اضعناه. دقيقة: في زهور عمرها، اختطفها الموت، وهو الذي لا يقارن بين صغير وكبير، تألقت بسطورها وطريقة سردها للمواضيع، بلغت الستة عشر ربيعاً، غادرت للعلاج ولكن اختارها الله بجواره، هذا هو الموت الذي سمي بمفرق الجماعات، إنا لله وإنا إليه راجعون...رحم الله الكاتبة هند السويدي، وأسكنها فسيح جناته، وصبر أهلها على هذه المصيبة (إنا لله وإنا إليه راجعون). [email protected]