30 أكتوبر 2025
تسجيلالإنسان جاهل بما لا يعلم مهما علا قدره وعلمه هكذا يقولون والحق أقول لكم إن الصدفة الجميلة التي عرفتني عبر شبكة الانترنت على الباحثة شدوة علام المتخصصة في التخاطب لضعاف السمع التي حدثتني وامدتنى بمعلومات وفيرة عن تلك الفئة وخاصة في مرحلة ما قبل التعليم العام. وقد كان لنا ذلك السؤال الذي لدى الكثيرين وهو عن الصم كيف يتفاهمون؟ وعن ماذا يتحدثون؟ وهل هم مثلنا؟ وبماذا يفكرون هل في عقولهم علة كيف يلتقون ويتفقون على موعد في مكان ما! إنهم يضحكون على ماذا يضحكون؟ هل يفهمون ويستوعبون من خلال لغة الإشارة؟ وهل لغة الإشارة واحدة في العالم آم هناك لغات مختلفة وغيرها من الأسئلة المشروعة التي تتبادر إلى ذهن الكثيرين، ولفت انتباهى ضعف المعلومات والبرامج التي تقدم عبر وسائل الإعلام والتي تهم كثيرا من متحدى الإعاقة وهذا تقصير كبير يخلق سوء فهم في طريقة التعامل مع فلذات أكبادنا هؤلاء. وأنا هنا لست في مجال شرح طبي عن ضعاف السمع، ولكن وددت أن أشيد بتجربتين مهمتين في هذا المجال، الأولى التي تقدمها صديقتي شدوة علام هي وزملاؤها في الكويت وحققت فيها نجاحات مبهرة في دمج هؤلاء الأطفال في المجتمع وخاصة في المسار التعليمي وأعنى حضانة البستان التي أنشئت عام 1997 كمبادرة من الجمعية الثقافية النسائية بالكويت لخدمة المجتمع وذوي الاحتياجات الخاصة. وهي فكرة رائدة ليست في الكويت فقط وإنما في جميع دول الخليج العربي كذلك. والحضانة مجهزة بوسائل التكنولوجيا الحديثة التي ستستخدم في العملية التعليمية، وأجهزة سمعية متطورة (suvag) لتضخيم الصوت والترددات، بالإضافة إلى وسائل التربية الهادفة والألعاب. وأتمنى أن يوفقني الله لخلق نموذج مشابه بعمل أول حضانة لضعاف السمع في قطر وهذا أمر احتسبه عند الله سبحانه وتعالى والتجربة الثانية هي قيام المجلس الأعلى للتعليم في قطر هذا الصرح التعليمي الكبير بمشروع الدمج الشامل في المدارس المستقلة، حيث لا يدرس هؤلاء الطلاب من متحدى الإعاقة وفق معايير عالمية فحسب، لكنهم أيضاً يشاركون زملاءهم الأصحاء في حياة كاملة وانفتاح على العالم من حولهم. وكما يؤكد المجلس تنبثق الاتجاهات الدولية الخاصة بالسياسات والممارسات في موضوع دمج ذوي الإعاقة استجابة لإعلان سلامنك والإطار العام الإجرائي اللذين انبثقا عن المؤتمر العالمي للاحتياجات التعليمية الخاصة الذي عقد برعاية منظمة اليونسكو في عام 1994. وقد كانت دولة قطر من الدول الموقعة على ميثاق حقوق الطفل في عام 1993 مما أدى إلى مشاركة دولة قطر في وثيقة "عالم صالح للأطفال" في عام 2002 حيث يجري العمل على الإيفاء بالمتطلبات الخاصة بالطلبة ذوي الإعاقة. كما وقعت قطر أيضاً على معاهدة الأمم المتحدة للأفراد ذوي الإعاقة التي يشار إليها باسم CRPD في 30 مارس 2007، وتشير هذه المعاهدة إلى حدوث تحول نموذجي في الاتجاهات والأساليب المتبعة في التعامل مع الأفراد ذوي الإعاقة، فقد أصبح لا ينظر إلى هذه الفئة من الأفراد على أنهم مجرد أشياء تستدعي الشفقة والمعالجة الطبية والحماية الاجتماعية بل ينظر إليهم على أنهم أفراد لهم حقوق قادرون على المطالبة بها. وهنا نشيد بتجربة المجلس الاعلى للتعليم في دمج هؤلاء الطلاب مع نظرائهم من الاصحاء وتبين الأبحاث الدولية أن أفضل أساليب دعم الطلبة ذوي الإعاقة تلك التي يتم تقديمها داخل المدارس والصفوف الاعتيادية، ما أمكن ذلك. كما يركز الدمج الشامل على حق الطالب في المشاركة في كامل الفرص والخبرات التعليمية وأنه من واجب المدرسة العمل على وضع استراتيجيات تضمن ذلك. كما يؤكد المجلس الأعلى للتعليم حرصه على الالتزام بمبدأ الدمج الشامل في التعليم، حيث يقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة في دولة قطر للالتزام بأفضل الممارسات المتبعة عالمياً. والحقيقة أن المقال لا يتسع لذكر الأمور الفنية ولكن حاولت إلقاء الضوء على تلك الفئة وغيرها من متحدى إلاعاقة وعلى ضرورة الاهتمام بهم ودمجهم في المجتمع بطرق علمية وطبية أمنة.. وسلامتكم. [email protected]