12 سبتمبر 2025

تسجيل

قمة القاع في فن المستطاع

18 أغسطس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في استطلاع دولي للسنوات الخمس الأخيرة لأفضل بيئة عمل في العالم تربعت شركة مايكروسوفت على رأس قائمة أحسن أماكن العمل عالمياً، وذلك بعد جهود كبيرة على صعيد دولي بذلت للوصول إلى أدق تقييم للشركات، ويركز التقييم على قدرة الشركة على بناء روح الثقة والفخر والجو الوظيفي الملتزم داخل مكاتبها وبين أعضاء فرق عملها، وضم التقييم مسحاً استقصائياً للتعرف على تصورات وآراء أكثر من 2.5 مليون موظف من 5500 شركة، مما يجعله أكبر وأوسع تقييم دولي متكامل من نوعه أقيم حتى الآن في العالم. السؤال المهم والبديهي والمشروع لماذا هذا التمييز والتفوق في بيئة العمل؟ إن الاجابة على هذا السؤال ليست بالمعضلة، وجميعنا يعي ويعرف تمام المعرفة المقومات والسبل التي توصلنا إلى ان نكون في القمة، ولكن السؤال الأهم لماذا لا نقوم بتطبيق المعايير والاشتراطات التي تمكنا من التطوير والتنمية؟ نعم انا اتوافق مع الرأي الذي يقول إن وطننا الغالي وبفضل قيادته الرشيدة حقق انجازات غير مسبوقة في مجال التطور والتنمية في اغلب الأصعدة، واننا خرجنا بعض الشيء من مصاف الدول النامية أو من العالم الثالث كما يروق للبعض، مقارنة بتاريخ بعض الدول التي تسبقنا في تاريخها وحضارتها وثقافتها بمئات السنين، ولكن وفي نفس الوقت إننا لا ننكر ان هناك بعض الشوائب والمطبات الخلاقة التي بإمكانها أن تعطل مسيرة التنمية والوصول لرؤية قطر 2030، وإنْ بدت للبعض انها صغيرة، فكل صغير يكبر وعظيم النار من مستصغر الشرر. أنا لا أقول إننا يجب ان نكون كاملين فالكمال لله وحده سبحانه، ولكن المثابرة والعمل للوصول إلى الكمال هذا انجاز لا يعادله انجاز، إن من اهم المعوقات والعقبات التي تواجهنا ـ من وجهة نظري ـ هو تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، وايثار هوى النفس والرغبة على منافع الوطن والمواطن والتمسك والتشبث بمناصب مآلها إلى الزوال غافلين عن سنة الله في كونه بزوال الأمم، ووصية رسوله عليه الصلاة والسلام بأداء الأمانة وتبليغ رسالته (انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، متناسين توجيهات ولي الأمر بالتكليف وليس التشريف بخدمة الوطن والمواطن واداء المهام بشفافية وصدق وامانة وتكوين صف ثانٍ وثالث لإكمال مسيرة الوطن وتقدم البلاد والعباد. صدقا اقول لو اجري استطلاع للموظفين في الدولة حول عملهم ومدى الرضا عن تأدية ما يقومون به ستجد الأغلبية متململ ومتذمر من عدم الاهتمام به والعمل على تطويره التدريجي واشراكه في القرارات التي تختص بعمله، ناهيك عن انه اصبح قطعة اثرية في متحف متحرك يتم عرض الشهادات والدورات التدريبية النظرية فيه دون الاستفادة منها بشكل عملي، ثم نأتي ونقول إن الموظف القطري لا يعمل، كلام باطل يُراد به الحفاظ على المناصب وان يكون مطية لاستقدام والاستعانة بالآخر. ليس المهم الوصول للقمة الأهم هو التمسك بها والبقاء عليها، ولا نكون كمن يملك جسماً ضخماً وقوياً دون عقل ورُشد، نعم نحن في شيء من قاع القمة، ولدينا الاستطاعة التي تمكنا من اعتلاء اعلى القمة وتملكها ايضاً، لنتمسك بمواردنا البشرية، ونزرع فيها الثقة والامل، ما يحك جلدك إلا ظفرك. قال رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).