20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); خلال 8 ساعات فقط يتمكن الشعب والحكومة التركية من إحباط محاولة انقلابية، قام بها بعض القيادات العسكرية الوسطى في الجيش التركي، وبتخطيط وتدبير من الكيان الموازي بقيادة فتح الله كولن، وبدعم وتأييد غربي أمريكي. أن يُحْكَم على الانقلاب بالفشل بعد 8 ساعات فقط، هو أمر يثير الإعجاب والذهول، ويدعو إلى البحث عن الأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة.بلا شك، إن حُسن إدارة الرئيس أردوغان وحكومة العدالة والتنمية للأزمة كان له دور كبير في إفشال الانقلاب، من حيث ظهور الرئيس على بعض القنوات المحلية عبر اتصال بالصورة والصوت، وطمأنته للشعب بأنه في مكان آمن، ومطالبته للشعب بمواجهة الانقلابيين بالخروج إلى الشوارع، والتوجه إلى المطار.ثم خطابه مرة أخرى للشعب وقوله بأنه سيقابلهم في مطار أتاتورك وسيكون هناك وهو ما تم.وكذلك التصريحات التي كان يلقيها رئيس الوزراء "يلداريم" وطمأنته للمواطنين بأن الأمور ستكون تحت السيطرة وبأن الانقلابيين سيقدّمون للمحاكمة، وبأن من يقوم بالعملية الانقلابية قيادات وسطى في الجيش ولا تمثل كل الجيش التركي.كما كان للدور المشرف الذي قامت به قوات مكافحة الشغب، ووزارة الداخلية والتي انحازت للشعب والحكومة الشرعية أثره في إسقاط الانقلاب. ولكن كل هذا لم يكن كافيا لإفشال الانقلاب لولا إرادة الله عز وجل أولا، ثم الدور الذي قام به الشعب التركي، والذي كان وفيّا لرئيسه، فاستجاب لدعوة الرئيس بالخروج إلى الشوارع ومواجهة الانقلابيين وهو ما تم بالفعل، حيث توجه الشعب إلى المطار وتمكنوا من إجبار الجيش ودباباته إلى الانسحاب من محيطه، واستطاعوا بشجاعتهم من محاصرة قوات الجيش المتواجدة في ميدان تقسيم الشهير، وتمكنوا بعد ذلك من إجباره على الاستسلام.لقد وقف الشعب التركي بكل بسالة وشجاعة وبطولة في وجه الدبابات، ومواجهة سلاح الجيش بصدورهم العارية.والسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي دفع الشعب التركي للقيام بهذه التضحية وتعريض أنفسهم للمخاطر؟بلا شك إن الإنجازات التي قدمها أردوغان وحزب العدالة والتنمية لصالح الشعب التركي كان لهما الدور الكبير، فالشعب أراد أن يرد الجميل لرئيسٍ استطاع أن يُحسّن من أوضاعهم المعيشية، بتوفير المساكن منخفضة التكاليف وتطوير البنى التحتية، وتحديث وسائل النقل الجوية والبحرية والبرية، وتحسين الخدمات الصحية.ناهيك عن المواقف الشجاعة والوطنية التي كان يتخذها "أردوغان" والتي تبعث في نفس المواطن التركي الفخر والاعتزاز.من الأمور التي لا أشك أن لها دورا كبيرا في إفشال الانقلاب، هي تلك الأيادي التي رُفعت بالدعاء تقرع أبواب السماء من المستضعفين في الأرض والذين كانت لهم تركيا نعم المناصر والمعين، ومن ملايين المسلمين في العالم والذين يرون في أردوغان وحزبه الأمل في إعادة الهيبة للعالم الإسلامي.يُقال رُبّ ضارة نافعة، وهو ما يمكن أن نلمسه من المحاولة الانقلابية الفاشلة.فمن الفوائد معرفة العدو من الصديق، والطيب من الخبيث، وقد تكشفت للحكومة التركية خفافيش الظلام الذين كانوا يعملون من أجل إسقاط الحكومة ويتآمرون على الشعب التركي.كما تبين لتركيا مواقف الدول، فمعظمها لم يستنكر الانقلاب إلا بعد التأكد من فشله، وفي مقدمتها أمريكا.بينما وجدنا أمير قطر سمو الشيخ "تميم" هو الوحيد الذي تضامن مع أردوغان وتركيا قبل معرفته بمصير الانقلاب.واتضح الموقف المشرف لبعض أحزاب المعارضة والتي وقفت مع الرئيس والحكومة برغم اختلافهم معهم، وكانت أطهر وأشرف من بعض أحزاب المعارضة في مصر والذين وقفوا مع الانقلاب العسكري نكاية بالإخوان!! كما اتضحت مواقف المنافقين في داخل تركيا وخارجها ممن فرحوا في الانقلاب واعتقدوا بنجاحه وبدأوا بإظهار الشماتة بأردوغان وحزبه، لكن الله تعالى أخزاهم.ومن الدروس أهمية توثيق العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فمن كان في خدمة شعبه، ضحّى الشعب من أجل حمايته والدفاع عنه.نبارك للرئيس أردوغان والحكومة والشعب التركي وكل الأحرار في العالم بفشل الانقلاب، ولا عزاء للمتآمرين وأذنابهم.