14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أكد النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ على أهمية الرفق ولين الجانب، وأنه السبيل الأفضل لمن رغب التواصل الناجح بين أبناء مجتمعه، والأقرب لمن رام لرأم الصدع الواقع بين المتهاجرين والمتشاحنين، وأثبتت الدراسات الاجتماعية والبحوث التربوية أنه الأنجح والأنجع.كيف لا، وهو من صفات المولى سبحانه، قال رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف)).مسلم ويعده رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عطاءً ورزقًا وهبة من الله سبحانه وتعالى، ويؤكد أنه نعم العطاء،وخير الهبات فيقول: ((من يحرم الرفق يحرم الخير كله)). مسلم وما ذلك إلا لعظيم أثره، ووضوح جدواه فـ((الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)). مسلم و((قد دخل رهط من اليهود على رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فقالوا: السام عليك. قالت عائشة: ففهمتها، فقلت: عليكم السام والذام واللعنة. فقال رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: يا عائشة، عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش. قالت: أولم تسمع ما قالوا؟ قال: أولم تسمعي ما قلت، رددت عليهم)). البخاري، ومسلم (. وذلك أنه ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ اكتفى بقوله: وعليكم.ولذلك يوجه النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ المسؤولين: كل حسب موقعه، إلى أهمية ذلك الخلق الرفيع في حسن سياسة الرعية، والحصول على الطاقات الكامنة، والقدرات الخارقة، أما من ظن العنف والقمع وسيلة لجلب المصالح، فما هو إلا أسير كهفه، وحبيس أوهامه، ولذلك قال رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((شر الرعاء الحطمة)). مسلم 0). وهو العنيف برعاية الإبل في السوق والإيراد والإصدار. الرفق بالعصاة:خلق الله النفس البشرية، وخلق معها الشهوات التي تسعى هذه النفس إلى تحصيلها، والملذات التي ترنو إلى الاستمتاع بها، ومع ذلك جعل عليها وازعًا من الخير، يحذرها عاقبة الإقبال على تلك الرغبات دون مراعاة لحدود الله، أو الوقوف عند نواهيه.والمرء بين مستجيب لنداء الحق، وأسير لصيحات الهوى، والشيطان يؤجج نار الرغبات في قلبه، ويزينها إلى نفسه، بتيسير الخطب مرة، والطمع في رحمة الله تارة، وإغوائه بها أخرى ؛ بحيث تستقر في سويداء قلبه، وتسكن في صميم وجدانه، إلى غير ذلك. وجعل الله الضمير حارسًا لتلك النفس، ومذكرًا إياها بعواقب التجرؤ على الله، ومغبة مخالفة أمره والانغماس في محارمه.ويظل الصراع مستعرًا، والحرب متأججة بين داعي الهوى ورسول الصلاح. وبقدر إيمان المرء يكون موقعه: في معسكر الهدى، أو في جند الردى.وهكذا ينبغي النظر إلى عصاة المسلمين، فقد علّمنا النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أنها معركة وأن العصاة إن أقدموا على المحرمات، فإن في قلوبهم من الرغبة في الخير، والحب للصلاح نصيب كبير، ولكن ذلك النصيب وتلك الرغبة تنتظر من يزيح عنها غبار المعاصي، وران الأوزار.ولذلك كان النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يعامل العصاة معاملة ملؤها الرحمة لا الانتقام، وكان يقترب للأخذ بأيديهم، لا ينفر من أعيانهم وإن أبغض أفعالهم، كان رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يرى العصاة غرقى في بحار الهوى فيقدم لهم طوق نجاة التوبة، يراهم منغمسين في ظلمات الشهوات فيضيء لهم مصابيح العفة.يبصرهم تائهين في أودية الشبهات فيهديهم إلى سبيل الحق واليقين وهكذا علم الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أمته كيف تتعامل مع عصاة المؤمنين، فإن كان الرفق سمة للمسلم في كل حال، فعليه أن يكون مع العصاة أكثر رفقًا، وعليهم أشد صبرًا، وبهم أعظم حلمًا.