13 سبتمبر 2025

تسجيل

اللباس الشرعي

18 يوليو 2014

يقول الله تعالى : يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً...) ويقول جل وعز ( وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) اللباس نعمة ربانية يمتن الله تعالى هنا على عباده بنعمة اللباس ،الذي يستر عوراتهم ويحميهم ويحفظ عليهم عافيتهم.( قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم ) يقول الله تعالى :تفضلنا عليكم بما يستركم ويحميكم ويحفظ عليكم عافيتكم وألهمناكم كيفية صنعه مما خلقنا من الوبر والشعر والصوف . وإذا أردت معرفة النعمة باللباس فانظر إلى من لا ثوب عنده يستره ويحميه لفقره .وانظر إلى من لا يملكون ما مالا يشرون به ،كيف يتسابقون على الملابس التي يتبرع بها إخوانهم المسلمون بالنظر إلى منفعة الثياب للإنسان كيف يستر بها نفسه و تحميه من البرد والحر وكيف يكْتسب بها التوقير والاحترام ،تصوروا من لا ثوب له كيف حاله .إنَّ التكريم الإلهي لابن آدم عندما يكون العبد على الهيئة والفطرة التي ارتضاها الله تعالى في لباسه و سائر حاله ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) وهى التي شرعها ودلّ عليها العباد .فيكون في لباس مستور وجميل ونظيف يحميه من ظروف الطقس ويجمِّله ويزينه بين العباد. اللباس تكريم الله تعالى للرجل والمرأة .( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) ـ فمن تكريم الله للإنسان بصفة عامة أن يكون له لباس يستره ويحميه من البرد والحر ، لباس جميل نظيف يجمله ويزينه ويُكْسِبُه احتراماً وتقديراً ،ويمنحه محبة الناس ومؤالفته ومجالسته .كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوباً يقول:اللهم لك الحمد أنت كسوتَنيه،أسألك خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له.رواه أبو داود.ومن تكريم الله للمرأة أن تكون لها ثياب سابغة ساترة جميلة وأن يكون لها حجاب شرعي لأن الله تعالى كرَّم عبده وأمته فخلقهما في أحسن تقويم "لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ " فمن حسن التقويم الرباني اللباس الشرعي الذي يجب أن يكون كما أراد الشرع يعني يؤدي الغرض الذي أراده الشرع من ستر العورة وحماية البدن والتجمل والمظهر الحسن والظهور في أحسن تقويم كما خلق الله تعالى عبده .يقول الله تعالى ( قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ ...) ثم قال (وَرِيشاً ) وهو ما يتجمل به الإنسان من الظاهر .فاللباس الشرعي هو السابغ يعني الكامل الذي يستر العورة ،وهو الذي يحمي صاحبه من أحوال الطقس من برد وحر ومطر وتراب وغيرها كما قال تعالى (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :الحمد لله الذي كساني ما أوراي به عورتي وأتجمل به في حياتي .رواه أحمد . فهو يحمد الله تعالى على أنه كساه ثوباً ستر به عورته وتجمل به وظهر به بمظهر حسن .