16 سبتمبر 2025
تسجيلإن الإنسان في رمضان يداه ممتلئتان بالخير، فهو كثير العطاء يتاجر مع الله تجارة رابحة ينفق لينفق عليه يتصدق ويحب العطاء، فأمر الصائم كله خير ولا عجب فكل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لله يجازي الله عليه بالكثير لأنهم صاموا وأنفقوا وتصدقوا، فإن من فضل الله تعالى على عباده وإحسانه إليهم أن خلقهم ورزقهم وأمرهم بالإنفاق مما وهبهم من نعمه التي لا تعد ولا تحصى، ليدخر ثوابه لهم في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فإن من فضل الله تعالى على عباده ورحمته بهم، أن شرع لهم من الدين ما يقربهم إليه، وما يوصلهم إلى مرضاته ويكون سببا في دخولهم الجنة والنجاة من النار، وكان مما شرعه لهم وأمرهم به أن يفعلوا الخيرات، وينفقوا مما جعلهم مستخلفين فيه، تزكية لنفوسهم وتطهيرا لأخلاقهم فما أجمل الحرية عندما تكون محكومة بضوابط الشرع الحكيم فلقد خلق الإنسان حرا طليقا يفعل ما يشاء وما يريد ولكن هل علم أنه مراقب ولديه ملكان يسجلان عليه الأقوال والأفعال فإما خيرا فله وإما غير ذلك فعليه فما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، لذا ليعلم كل عاقل أن التيارات الفكرية القادمة للمجتمع الإسلامي من أعدائهم أشد فتكا وشراسة على الأخلاق، لما تحمله عبر الكلمة البراقة والشعارات الزائفة والبث المباشر السريع، من فتن فكرية كقطع الليل المظلم حيث تغرس الشك بدل اليقين وتثير الفتن بما يفسد الأخلاق وينحدر بها إلى الهاوية.وتعتبر الرسائل الهابطة والتي لا تراعي القيم والأخلاق من أسرع الوسائل الحديثة التي غزت العالم بأسره، فأصبح تبث ما يفسد به الدين، والأخلاق ويحطم القيم الاجتماعية وينشر الفساد والرذيلة من خلال نقل عادات خلقية فاسدة لأهل الكفر والرذيلة وتقديمها في ثياب براقة، فينزلق وراءها الشباب ومن ضعفت نفوسهم ووهنت أخلاقهم وسيطرت عليهم شهواتهم ولقد جاء الإسلام ليخلص الإنسان من الأخلاط الفكرية والأزمات النفسية والأخلاق السلبية ويدله في الوقت نفسه على حقائق الحياة الإنسانية ومعلم السعادة الأبدية ليعيش حياة طيبة إلى حين أن يشاء الله ويكون في الآخرة من الفائزين، فإن قيم الإسلام وآدابه رسمت للبشرية منهجا واضحة معالمه متينة قوائمه صلبة قواعده شامخة أركانه يحمل راكبه إلى شاطئ السعادة في ظلال الطاعة والعبادة ويدله على طريقها السهل اليسير ويذلل له الصعاب فإذا هو في مرتع الحياة الطيبة يرتوي من أنهارها ويأكل من ثمارها يقول الله تعالى (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فليحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)النحل: 97، فقد ظهر في هذا العصر صنف من الفتيات خالفن فطرة الله التي فطر الناس عليه وتخلقن بصفات لا تليق بطبيعة الأنثى التي خلقها الله تعالى لتتميز بها عن طبيعة الرجل، ولكنهن بنقص عقلهن يحسبن بزعمهن أنهن أصبحن كالرجال بحسن التدبير وحرية التصرف في الكلام واللبس والمشي فتحصل لهن المشكلات النفسية والجسدية ومضايقة الرجال لهن ويصبحن منبوذات حتى من بنات جنسهن يكرهها ويمقتها الرجال، فإن محاسن الأخلاق منحة يمنحها الله سبحانه وتعالى من يشاء من عباده فإذا أراد الله بعبده خيرا منحه الله تعالى خلقا حسنا، فاحرص رعاك الله على هذه الخصال الحميدة فإنها عنوان العمل الصالح وجوهره وثمرته ومظهره فمهما بذلت في سبيل الله من العبادات والصلوات والصيام والقيام وكنت سيئة الخلق فلن يقبل منك، فإن الخلق الحسن في معاملتك مع الناس هو ما يحفظ عليك صالح العمل ويزكيه ويثمره ويصونه من الفساد والضياع. فلقد وعد الله سبحانه وتعالى من يفعل الخير أن يوفيهم أعمالهم، ويضاعفها لهم أضعافا كثيرة.