14 سبتمبر 2025
تسجيلمخطئ من يحصر اهتمامه في عمل المؤسسات الخيرية القائمة وحدها لدى حديثه حول العمل الخيري والتطوعي المجتمعي في كيان مسلم، فمن منطلق النهج القرآني والنبوي الذي يجعل حب الخير والعمل الصالح جزءا من الشخصية المسلمة دون النظر الى المؤسسات أو الجهات المنظمة للعمل الخيري وذلك لكون الانسان المسلم غنيا بطبعه ولا يضيره أن لا يجد المال "درهما ودينارا" لسعة المجالات التي يمكنه ان يساهم بها من خلال نواياه الحسنة وعمله التطوعي البدني أو أسهامه المعنوي..وهو مفهوم موافق لأبسط التعاريف للعمل التطوعي والذي يعرفه بأنه: تقديم العون والنفع إلى شخص أو مجموعة أشخاص، يحتاجون إليه، دون مقابل مادي أو معنوي. والمحفز فيه إما داخلي أوخارجي. فمن القرآن الكريم نجد قوله تعالى: — "وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الحج:77). — "وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة:148). ومن الأحاديث الشريفة: — (كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين أثنين صدقة، تعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة، وتميط الاذى عن الطريق صدقة ). — (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها أماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان). — (لقد رأيت رجلأً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ). — (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار). — ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ). — ( من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات). — " ان لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة" — "لأن تغدو مع أخيك فتقضي له حاجته خير من ان تصلي في مسجدي هذا مائة ركعة" — " من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له" لنصل الى قمة السلامة والامن الاجتماعي في قوله عليه الصلاة والسلام: " تبسمك في وجه أخيك صدقة".. يا أخي أنت قوي وقادر على العطاء كيفما كان وضعك وظروفك المادية...حتى لو كنت محتاجا اليوم ماليا واضطررت الى مد يدك لغيرك فان الله تعالى وهبك من عطاياه ما يمكنك ان تسهم به مقابل ما اخذت نظير حاجتك..فلا تبتئس ولا تحزن لظروفك الطارئة..