10 سبتمبر 2025
تسجيلشهدنا الأسبوع الماضي، انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في حلته الثانية والثلاثين تحت شعار "بالقراءة نرتقي"، وكما ندرك أن معرض الكتاب هو وقت ممتع مبهج لشراء الكتب وفرصة لكل فرد من أفراد المجتمع للاطلاع والقراءة واقتناء كل ما يصقل المهارات والهوايات والشغف، بالإضافة إلى حضور الفعاليات المصاحبة للصالون الثقافي، والذي يجمعنا بنخبة من الكتاب والمؤلفين والأدباء وحديثهم الشيق عن الأدب والفكر والثقافة ،بالإضافة إلى الحوارات البناءة للإصدارات الجديدة. ولكن كيف نرتقي بالقراءة؟ الارتقاء بالقراءة هو أن أكون قارئة ومستمعة جيدة بالتوازي، وأن الكلمات والفواصل والحركات لها معان راقية للتعلم والغوص في محيط العلم والثقافة، وكم نحن محظوظون بالقراءة وفخورون بلغتنا الأم "العربيّة"، فالقراءة مهارة حياتية أساسية، وركيزة من ركائز الإنماء الجذري والارتقاء الفكري والمعرفي والخيالي، وقابليّة تنشيط الدماغ والتقليل من عواقب وأعراض الزهايمر، وبها نرتقي عندما نسعى إلى التوسع والتعمق في المفردات التي تعتبر من العوامل المساهمة في تطوير اللغة، بما يتناسب مع العمر والمستوى الأكاديمي والمكان الذي ننتمي إليه. الأطفال لهم بالمقابل نصيب من هذا الارتقاء، لذا يجب أن نمنحهم فرصة المساعدة على الاختيار بما يتلاءم مع فترات نموهم واهتمامهم الإدراكي والعاطفي، فهم يتأثرون بشخصيات القصص عندما يأتي الأمر باختيار قصصهم المفضلة بالتحديد، لذلك يجب اختيار كتب يتعلم فيها الطفل القيم والأخلاقيات وتطوير سمات الشخصية، فهناك دراسات اتضح فيها أن الطفل يميل إلى قصص المغامرات والشجاعة والخيال العلمي والفكاهة والطبيعة ويهتم جداً بعناصر القصة وغلافها الجذاب وجودة الصور التوضيحية.يعد حضور الطفل للمعرض وشراء الكتب، فرصة مميزة وبادرة مهمة للوالدين في تصميم مكتبة منزلية، مما يمنحهم الإمكانيات لقراءة المزيد من الكتب المفيدة التي تساهم في تطوير وتعزيز مهارات القراءة والنطق الصحيح وبناء المفردات، والأجمل في ذلك هو خلق مناسبة عائلية للقراءة، وهذا كفيل بتعزيز العلاقة بين الحرف والصوت ونطق الكلمات بشكل صحيح، وأيضاً تخصيص الوالدين المساحة والوقت لقراءة الكتب، فمثلما يقرأها لنفسه يجب أن يقرأها مع طفله، ويا حبذا أن تكون القراءة بصوت عال حتى يستفيد الطفل من تجربة الاستماع وإيقاع الكلمات والنص بعيداً عن التلفاز والأجهزة الإلكترونية والكتب الصوتية، مع استخدام الحواس والصوت والتواصل بالعين الذي من خلاله يتعلم الطفل متعة القراءة والتحدث بنطق صحيح.جميل أن نقرأ، والأجمل تحفيز الجيل الحديث على الاطلاع لإطلاق عنان التفكير عالياً، والاستمتاع بالتعلم واكتساب المعلومات الثقافية والعلمية، وينبغي أن ندرك أن القراءة قد تزيل الكثير من الهموم والمشاكل والملل، وتخلق روح التحدي وتوسيع مدارك العقل والإحساس الروحي بعيداً عن ضوضاء الحياة والتوتر والقلق كنوع من الاسترخاء والهدوء للتحليق بالذاكرة لقوس قزحيّ من الأحلام والخيال بعيداً عن الواقع.