13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا» رواه مسلم. قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا) يعني: لا يحسد بعضكم بعضا. والحسد مركوز في طباع البشر، وهو أن الإنسان يكره أن يفوقه أحد من جنسه في شيء من الفضائل. ثم ينقسم الناس بعد هذا إلى أقسام:1. فمنهم من يسعى في زوال نعمة المحسود بالبغي عليه بالقول والفعل، وهذا هو الحسد المذموم المنهي عنه، وهذا ذنب إبليس حيث حسد آدم عليه السلام. وقد وصف الله اليهود بالحسد: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق}.2. ومنهم من إذا حسد غيره، لم يعمل بمقتضى حسده، ولم يبغ على المحسود بقول ولا بفعل. 3. وقسم آخر إذا حسد لم يتمن زوال نعمة المحسود، بل يسعى في اكتساب مثل فضائله، ويتمنى أن يكون مثله، وعنه صلى الله عليه وسلم، قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار»، وهذا هو الغبطة.4. وقسم آخر إذا وجد في نفسه الحسد، سعى في إزالته، وفي الإحسان إلى المحسود بإسداء الإحسان إليه، والدعاء له، ونشر فضائله، وهذا من أعلى درجات الإيمان، وصاحبه هو المؤمن الكامل الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه.وقوله صلى الله عليه وسلم: (ولا تناجشوا): فسره كثير من العلماء بالنجش في البيع، وهو: أن يزيد في السلعة من لا يريد شراءها، لنفع البائع لزيادة الثمن له، أو بإضرار المشتري بتكثير الثمن عليه.ويحتمل أن يفسر التناجش المنهي عنه في هذا الحديث بما هو أعم من ذلك، وهو المكر والحيلة والمخادعة، فيكون المعنى لا تتخادعوا، ولا يعامل بعضكم بعضا بالمكر والاحتيال. وقد قال عز وجل: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}فيدخل على هذا التقدير في التناجش المنهي عنه جميع أنواع المعاملات بالغش ونحوه، كتدليس العيوب، وكتمانها، وغش المبيع الجيد بالرديء.وقوله صلى الله عليه وسلم: «ولا تباغضوا»: فإن المسلمين جعلهم الله إخوة، والإخوة يتحابون بينهم ولا يتباغضون، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» خرجه مسلم.وقوله: «ولا تدابروا» التدابر: الهجران، مأخوذ من أن يولي الرجل صاحبه دبره، ويعرض عنه بوجهه. وفي " الصحيحين " عن أبي أيوب،: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان، فيصد هذا، ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام».قوله صلى الله عليه وسلم: «ولا يبع بعضكم على بيع بعض» قد تكاثر النهي عن ذلك ففي " الصحيحين " عن أبي هريرة،: «لا يبع الرجل على بيع أخيه ». وكثير من الفقهاء ذهبوا إلى أن النهي عام في حق المسلم والكافر.والذي عليه جمهور العلماء: أن النهي للتحريم.ومعنى البيع على بيع أخيه: أن يكون قد باع منه شيئا، فيبذل للمشتري سلعته ليشتريها، ويفسخ بيع الأول.وقوله صلى الله عليه وسلم: «وكونوا عباد الله إخوانا»: في إشارة إلى أنهم إذا تركوا التحاسد، والتناجش، والتباغض، والتدابر، وبيع بعضهم على بعض، كانوا إخوانا.