13 سبتمبر 2025
تسجيلكم من شخص حكم عليه القضاء والقدر بالسجن.. وكم منهم شعراء تركوا لنا تراثاً ضخماً بين الأمم سجلوا فيه معاناتهم في السجن ووصفوا حال السجناء والسجانين.. ومن أولئك الشعراء عبدالله بن الحر الجوفي حيث قال وهو في غياهب السجن يصبر نفسه ويخاطب زميله عطية: أَقولُ طَهُ صبراً عَطيَّ فإنماهو السجنُ حتى يجعلَ اللهُ مَخْرجاأَرى الدهرَ لي يومين يوماً مطرَّداًشريداً ويوماً في الملوكِ مُتَوَّجاً أما جحدر الحنفي فقد طلب من الله أن يرسل صاعقة تهد السجن الذي هو فيه وتقوض أركانه ومن بناه:يارب دوَّارَ أَنقِذ أَهله عجلاًوانقُض مَرائره من بعد إِبرامِرَبِّ ارمِهِ بخرابٍ وارمِ بانيهِبصولةٍ من أَبي شِبلينِ ضِرغامِ ويقول عبيدالله الجهني واصفاً ما يلاقي في السجن:من مُبلغُ الفتيانِ أَنَّ أَخاهمُأَتَى دونَهُ بابٌ شَديدٌ وحاجِبُهْبمنزلةٍ ما كانَ يَرضى بمثلهاإذا قَامَ عَنَّتهُ كُبولٌ تُجاوِبُهْ ويقول جحدر الحنفي مناجياً لله سبحانه وتعالى:إِنِّي دعوتُكَ يا إِله محمدٍدعوى فأَوَّلُها لي استغفارُلتجيرني من شَرِّ ما أنا خائفٌرَبَّ البريةِ ليس مثلُكَ جارُتَقضي ولا يُقضى عليكَ وإنمارَبِّي بعلمك تَنزِلُ الأَقدارُ أما جحدر بن معاوية العكلي يصور لنا مدى كراهيته ونفوره من سجن الحجاج بن يوسف الثقفي في الكوفه حيث قال:يارَبِّ أَبغَضُ بيتٍ عند خالِقِهِبيتٍ بكوفان منه أُشْعِلَتْ سَقَرُمثوى تَجمَعَّ فيه الناس كلهمشَتَّى الأمورِ فلا وِردٍ ولا صدرُ قُبِضَ على اللص الصعلوك "تليد الضبي" في خلافة عبدالعزيز بن مروان وأودع السجن، وطلب منه الشرطي إعلان توبته وترك اللصوصية لكي يفرجوا عنه، إلا أنه رفض هذا العرض وهددهم بأنه سيتزعم عصابة من قُطاع الطرق والصعاليك يغير بها على الناس وإبلهم وحلالهم ويسرقها، حيث قال وهو في الحبس:يقولونَ جاهِز يا تليدُ بتوبةٍوفي النفسِ منّي عَودَةٌ سأَعودُهاألا ليتَ شعري هل أَقُودَنَّ عُصبةَقليلٌ لربِّ العالمينَ سُجودُها وسلامتكم...