14 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا تستمر المصافي في السوق الأمريكية بالتمتع بهوامش أرباح وإلى متى؟

18 يونيو 2014

تعاني المصافي في مناحي العالم من تقلص في أرباحها وخسائر أسهم في إغلاق العديد منها ويبدو أن هذا الأمر مستمر خلال عام 2014، المصافي الأوروبية تعاني من ارتفاع مبيعات المنتجات البترولية من خارج أوروبا إلى داخل أوروبا من عدة أسواق، منها الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، أسواق الشرق الآسيوية، ومنطقة الخليج العربي.ويجب التأكيد هناك أن التكامل ما بين صناعة التكرير والبتروكيماويات يصب في مصلحة المصافي في آسيا ومنطقة الخليج العربي من أجل ضمان الاستخدام الأفضل وتحسين هوامش أرباح المصافي.ولكن تبقى طاقة التكرير في السوق الأمريكية خارج تلك المعادلة والتحديات، وهي تعمل وفق معدلات تشغيلية عالية نسبياً، ويتوقع أن يرتفع إنتاج الجازولين أو وقود السيارات من المصافي في السوق الأمريكية قريبا من 10 ملايين برميل يوميا خلال عام 2014، وهو طبعاً يفوق حاجة السوق الأمريكية.هناك عدة عوامل تساهم في وضع المصافي الأمريكية بالنسبة للعالم وهي: الحصول على نفط رخيص نسبيا بالنسبة لكل أسواق العالم وهذه الميزة تتأرجح ما بين 5 – 15 دولارا للبرميل، أقل من سعر نفط غرب تكساس المتوسط، وأضف إلى ذلك الفروقات ما بين سعر نفطي خام برنت وغرب تكساس المتوسط، فإن الحسومات التي يتحصّل عليها تكرير النفوط في السوق الأمريكية مقارنة مع بقية المصافي في العالم تصل في الإجمالي ما بين 10 – 25 دولارا للبرميل تتحقق معها الأفضلية للمصافي الأمريكية ويزيد في أرباح المصافي هناك.نجحت المصافي الأمريكية في رفع إنتاجها من الديزل على حساب الجازولين، واستطاعت أن تقوم بتصريف كميات متزايدة من المنتجات البترولية إلى أسواق العالم، سواء أمريكا اللاتينية وأوروبا ووصلت أيضاً إلى آسيا.كذلك لا يجب أن نغفل أن السوق الأمريكية تتسم بأجواء تنافسية عالية تُجبر المصافي والشركات على اكتشاف وتبني مبادرات تعزز من تواجدها في تلك السوق وتزيد من أرباحها.إن مما ساعد المصافي هناك أيضاً هو كون السوق الأمريكية تحتاج إلى كميات كبيرة من الجازولين ولذلك فإن تناقص استهلاك الجازولين في السوق الأمريكية نسبيا مقارنة مع مستويات الاستهلاك في السابق والقدرة على تصدير تلك الكميات علاوة على رفع إنتاج الديزل يجعل المصافي في وضع أفضل للمصافي في بقية الأسواق.هناك تحولات في صناعة التكرير في الولايات المتحدة لرفع القدرة على تكرير النفوط المحلية وهي بناء وحدات جديدة لتصنيع وتكرير المنتجات البترولية من المكثفات والتي يمكن أن تصل إلى 200 ألف برميل يوميا مع نهاية عام 2015، وكذلك ارتفاع معدل تشغيل المصافي في أمريكا خلال عام 2014 بمقدار 600 ألف برميل يومياً أعلى من المعدل خلال الخمس سنوات الماضية.تتوقع مصادر السوق أنه عندما يتم السماح بتصدير كميات النفط الصخري الأمريكي إلى الخارج، فإن ذلك سيكون له تأثيرات على السوق ويمكن إيجازها، بأن الحسومات على أساس نفط غرب تكساس المتوسط تبدأ بالتقلص، كذلك فإن الفروقات ما بين نفط خام برنت ونفط خام غرب تكساس المتوسط تبدأ بالتقلص أيضا.ولكن الحديث الذي يدور حالياً هو السماح بتصدير ما يُعرف بالمكثفات condensate، وهي تدخل ضمن النفط الصخري ولكنها فائقة النوعية ولا تدخل ضمن النفوط ولن يكون لها تأثير على الأسعار على وجه العموم، خصوصا أن هناك طلبا كبيرا على الكوندنسيت أو المكثفات، خصوصا في آسيا، مع موجة بناء وحدات لتكرير وفصل المكثفات إلى المنتجات البترولية خلال السنوات القادمة وتقدر مصادر السوق أنه بالإمكان تصريف قريبا من مليون برميل يوميا من المكثفات في أسواق آسيا في ظل هذه الخطط، ويعتقد البعض بأنه خلال الربع الرابع من هذا العام 2014 سيتم تصدير قريبا من 150 ألف برميل يوميا من المكثفات من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أسواق العالم.ويبدو ذلك بديلا جيدا للسوق الأمريكية، حيث يتم السماح بتصدير المكثفات من السوق الأمريكية إلى بقية الأسواق والتي تحتاجها وتبقى النفط الأمريكية الخفيفة في السوق الأمريكية وهو ما يحقق التوازن، ويجعل المصافي الأمريكية تستمر في تحقيق هوامش الأرباح.طبعاً، هذه التوجهات تجعل الحاجة إلى النفوط المتوسطة والنفوط الثقيلة من منطقة الخليج العربي وغيرها إلى السوق الأمريكية مستمرة وبالتالي تعني استمرار السوق الأمريكية سوقا لتصريف النفوط الخليجية، وفي هذا المنطق أيضاً فإن النفوط الخليجية تساعد المصافي الأمريكية الاستمرار في تحقيق أرباحها، وهذا في ضوء عدم تكامل تماشي النفط الأمريكي المحلي مع ما تحتاجه المصافي من خليط النفط لتقوم بتكرير وتحقيق الإنتاج الأمثل للمنتجات البترولية، تماشيا مع أنماط الطلب والتي تعني دعم عمليات المصافي هناك.