24 سبتمبر 2025
تسجيلجامعة قطر، ذلك الصرح التعليمي الشامخ، ظل محافظا على رفعته وشموخه منذ اوئل السبعينيات من القرن الماضي وحتى الآن، يرفع عاليا راية العلم والعلماء، وخرجت الجامعة اعظم الرجال والنساء من ابناء قطر والمقيمين وهي المكان الوحيد لهم آنذاك لتكملة دراستهم الجامعية وبالأخص الفتيات، حيث لا تسمح العادات والتقاليد بدراستهن خارج البلاد، فكانت الملاذ الأول والأخير لتكملة مشوار التعليم، وكذلك لما تتمتع به من مبنيين مختلفين للطلاب والطالبات منعا للاختلاط. نحن نقدر تمسك المسؤولين بالجامعة وعلى رأسهم الدكتورة شيخة بنت عبدالله المسند على ارائهم وقراراتهم الشجاعة بألا يكون هناك اختلاط في الجامعة. ولكننا بدأنا نرى شيئا غريبا يقلل من قناعتنا بأنهم ما زالوا عند عهدهم. فالمعطيات تشير الى عكس ذلك، فقد كانت الخطوة الاولى مشاركة هيئة التدريس في حفل التخرج للطالبات وبعدها جاءت مشاركة اولياء الأمور من الجنسين في الحفل والجميع ينظر الى الطالبات بأشكالهن والوانهن المختلفة. والآن رسائل ترسل الى خريجات بعض الكليات لحضور حفل عشاء يحضره الطلاب والطالبات!! وستكون هناك مقابلات مع مسؤولي المؤسسات والشركات، فقد طلب منهم احضار السيرة الذاتية خلال حفل العشاء. ولا اعرف لماذا لا يتم ذلك بشكل منفصل؟ اما اذا كان السبب ضعف الميزانية كما ابلغت به بعض الطالبات، فأعتبر تلك نكتة جديدة.. فهل الميزانية ستتوقف على حفل عشاء لعدد محدود من طالبات الكلية ونحن من اغنى دول العالم وكذلك لاستعداد العديد من الشركات لتتكفل بالحفل ولو من الشركات الطالبة للعمل. ولمقابلات التوظيف تستطيع تلك الشركات ارسال مندوبيها من النساء وما اكثرهن.. ومنذ السنة الماضية وانا ابحث عن سبب مشاركة اولياء الأمور من الرجال في حفل تخرج البنات ولم اجد حتى الأن اي اجابة..الا اذا كان هناك هدف آخر يريدون الوصول اليه!! وتحليلي بان هذه الظواهر مقدمات بأن يكون حفل التخرج في المستقبل القريب جدا للطلاب والطالبات معا. ونحن نعلم ما يصاحب احتفالات التخرج من زينة ظاهرة لبعض الطالبات ومن محبي التبرج والسفور وهو مناف للدين والعادات والتقاليد، فلماذا نفرضه على الطالبات بهذه الطريقة؟ ولماذا نحرم الكثير من المحافظات على دينهن من فرحة التخرج وما يصاحبه من زينة لا ينبغي كشفها الا للمحارم. وماذا سيأتي بعد؟ بالطبع الاختلاط في القاعات الدراسية وان يجلس الطالب الى جنب الطالبة وتنتشر الحرية الزائفة وتكون الاختلاسات غير الشرعية والخلوات المحرمة. او ان تجلس الفتاة في المنزل ولا تكمل تعليمها.. مع العلم ان عدد الطالبات في الجامعة يتعدى ضعفي عدد الطلاب.. هذه هي الجامعة الوحيدة في قطر المتاحة لأبنائنا وبناتنا لكي يدرسوا العلم بعيدا عن الاختلاط وعواقبه،، فأرجو المحافظة عليها ومن يرد غير ذلك فليذهب الى المدينة التعليمية.. هل نعتبر مقدمات الاختلاط هي مقابل فتح المجال للدراسة باللغة العربية. فبعد استيعاب عدد كبير من الطلاب والطالبات نقابلهم بمثل تلك التصرفات. انني اخشى من التطورات المتسارعة في جامعة قطر ان تؤدي الى مالا تحمد عقباه فيجب ان نهتم جميعا وننصح، فالدين النصيحة. اتمنى الا تضعف الهمة لدى المسؤولين بالجامعة ويعيدوا النظر في احتفالات تخريج الطالبات لتعود كالسابق دون وجود رجال من اولياء الأمور او غيرهم وان نمنع الاحتفالات المختلطة في كل كليات الجامعة تحت مسمى عشاء او غيره، حيث ان الواجب على الجامعة ان تحافظ على طلابها منذ دخولهم بها حتى تخرجهم. كلي ثقة بأن جامعة قطر ستبقى كما عهدناها منارة للعلم والعلماء.