11 سبتمبر 2025
تسجيلتحدثنا في مقالات سابقة عن أساليب منوعة تعينك على الاسترخاء وتحسين حالتك المزاجية . وبقي لنا أن نتحدث عن مجموعة من أهم وأعظم الأساليب والتي يمكنها ليس فقط أن تحسن من حالتك المزاجية بل إنها أساليب لو طبقتها بشكل صحيح لحصلت من خلالها على راحة نفسية عظيمة وسكينة وطمأنينة بل ستحصل منها أيضا على قوة تعينك على مواجهة أعباء الحياة ومشاكلها . عندما خلق الله تعالى الإنسان وأسكن آدم عليه السلام أرضه كان يعلم علم اليقين أنه سيواجه هو وذريته مشاكل وأعباء كثيرة وأعظم تحد يواجه البشر جميعا هو عداوة الشيطان لقد توعد اللعين أن يغوينا ويضلنا عن الصراط المستقيم " ... إن الشيطان للإنسان عدو مبين " 5 / يوسف " قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين، إلا عبادك منهم المخلصين " صدق الله العظيم ( 82 ،83 / ص ) وستجد أن الشيطان الرجيم – هو وذريته – وراء كل شر يحدث على الأرض سواء على مستوى الفرد أو على مستوى الجماعات . لذا أرسل الله تعالى لنا الرسل عليهم صلوات الله وتسليماته جميعا ليعلموا أبناء آدم كيف يتجنبوا كيد الشيطان ومكره وكيف يسلكون الدرب الذي يوصلهم في النهاية إلى مرضاة الله تعالى درب السعادة والفلاح . وجاءت الكتب السماوية تحمل كل خير للبشرية وعلى رأس هذه الكتب كتاب الله تعالى قرآنه الكريم والذي فيه هدى للمتقين من اتبع هداه فقد فاز ونجا ومن أعرض عنه خسر وضل . ونلاحظ أن دين الإسلام هو الدين الخاتم فليس بعده دين فكل ما فيه يصلح للبشرية وتنصلح به أحوالهم إلى يوم الدين . والمتأمل في العبادات الإسلامية يجد أنها علاوة على الفوائد الروحانية العظيمة التي يكتسبها كل من أداها على يقين فإنه يكتسب أيضا فوائد صحية ونفسية . هذا إضافة إلى أن اتباع كل تعاليم الدين الحنيف تحقق للإنسان سعادة الدارين . والمسلم يطيع ربه وينفذ كل ما يأمر به امتثالاً لأوامره وطاعة وحباً له سبحانه وليس بنية أن يجني فوائد ومع ذلك فعندما يلتزم المسلم بما أمره الله تعالى به ويجتنب ما نهاه عنه فسينال بمشيئته سبحانه حسنة الدنيا ثم حسنة الآخرة . لو حاولنا أن نشخص فوائد كل العبادات لاحتجنا لمجلدات لتغطي مثل هذا الموضوع ولكننا سنكتفي بضرب الأمثلة . أولا ذكر الله تعالى : يقول تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " صدق الله العظيم عندما يشعر الإنسان أن هناك قوة عظمى تقف بجواره وتسانده في كل لحظة من لحظات حياته فإنه يشعر بالسكينة والطمأنينة، عندما نقول " الله أكبر " فلنتدبر معناها جيداً، الله أكبر من كل مشاكلنا، الله أكبر من كل أعدائنا، الله أكبر من كل همومنا لابد أن نعيش هذا المعنى جيدا ونستشعره وهو يملأ وجودنا . وعندما نردد " الحمد لله " لنتذكر كل نعم الله تعالى علينا والتي لا تعد ولا تحصى؛ الحمد لله على نعمة الوجود، الحمد لله على نعمة الصحة والعافية الحمد لله على نعمة الأولاد ونعمة المال والمنزل والسيارة والطعام والشراب، الحمد لله على كل شيء . وعندما تشعر بالضعف ردد " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " فهو سبحانه مالك خزائن السموات والأرض وقادر على أن يمنحك القوة التي تحتاجها . وإذا قلت " سبحان الله " فلتتذكر كل الجمال الذي أودعه في الكون، وتلك الدقة المتناهية وذاك النظام البديع " ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار " صدق الله العظيم .